أحب الناس إليهم بأنواع التحدي والأذى، فأصبحوا وقد انقطعت علائقهم بذوي رحمهم وصاروا كأنهم لا عصبة لهم. وقد يشعر بعضهم أنه قد أصبح وحيدا فريدا، وبلا نصير ولا عشيرة، فجاءت الأخوة الاسلامية لتسد هذا الفراغ بالنسبة إليهم، ولتبعد عنهم الشعور بالوحدة، وتبعث في نفوسهم الأمل والثقة بالمستقبل. وقد بلغ عمق تأثير هذه المؤاخاة فيهم أن توهموا: عموم المنزلة حتى في الإرث كما ألمحنا إليه.
ب: السمو بالعلاقات الانسانية:
لقد أريد للمسلمين المؤمنين أن يكونوا إخوة، وذلك بهدف السمو بعلاقات هذا الانسان عن المستوى المصلحي وجعلها علاقة إلهية خالصة تصل إلى درجة الأخوة، وليكون أثرها في التعامل بين المسلمين أكثر طبيعية وانسجاما، وبعيدا عن النوازع النفسية، التي ربما توحي للأخوين المتعاونين بأمور من شأنها أن تعقد العلاقات بينهما ولو نفسيا على أقل تقدير.
ورغم أن الاسلام قد قرر ذلك، وأكد على أن المؤمن أخو المؤمن أحب أم كره، وحمله مسؤولية العمل بمقتضيات هذه الأخوة، إلا أنه قد كان ثمة حاجة إلى إظهار ذلك عمليا، بهدف توثيق عرى المحبة وترسيخ أواصر الصداقة والمودة كما هو معلوم، وليكون الهدف السامي قد انطلق من العمل السامي أيضا.
ج: دور المؤاخاة في بناء المجتمع الجديد:
لقد كان الرسول الأعظم (ص) بصدد بناء مجتمع جديد، يكون المثل الأعلى للصلاح والفلاح، قادرا على القيام بأعباء الدعوة إلى الله، ونصرة دينه، في أي من الظروف والأحوال.
وقد تقدمت - عند البحث عن عملية بناء المسجد - الإشارة إلى