مطرف ليلا فلما رآه قال له ثكلتك أمك أنت قتلت مطرفا فقال له ما أنا قتلته جعلت فداك ولكن مطرفا قتل نفسه وقتلني وليته لا يقتلك فقال له ويحك من سول له هذا الامر فقال نفسه سولت هذا له ثم جلس إليه فقص عليه القصص وأخبره بالخبر ودفع كتاب مطرف إليه فقرأه ثم قال نعم وأنا باعث إليه بمال وسلاح ولكن أخبرني ترى ذلك يخفى لي قال ما أظن أن يخفى فقال له حمزة فوالله لئن أنا خذلته في أنفع النصرين له نصر العلانية لا أخذله في أيسر النصرين نصر السريرة قال فسرح إليه مع يزيد بن أبي زياد بمال وسلاح فأقبل به حتى أتى مطرفا ونحن نزول في رستاق من رساتيق ماه دينار يقال له سامان متاخم أرض أصبهان وهو رستان كانت الحمراء تنزله (قال أبو مخنف) فحدثني النضر بن صالح قال والله ما هو إلا أن مضى يزيد بن أبي زياد فسمعت أهل العسكر يتحدثون أن الأمير بعث إلى أخيه يسأله النفقة والسلاح فأتيت مطرفا فحدثته بذلك فضرب بيده على جبهته ثم قال سبحان الله قال الأول ما يخفى قال ما لا يكون قال وما هو إلا أن قدم يزيد بن أبي زياد علينا فسار مطرف بأصحابه حتى نزل قم وقاشان وأصبهان (قال أبو مخنف) فحدثني عبد الله بن علقمة أن مطرفا حين نزل قم وقاشان واطمأن دعا الحجاج بن جارية فقال له حدثني عن هزيمة شبيب يوم السبخة أكانت وأنت شاهدها أم كنت خرجت قبل الوقعة قال لا بل شهدتها قال فحدثني حديثهم كيف كان فحدثه فقال إني كنت أحب أن يظفر شبيب وإن كان ضالا فيقتل ضالا قال فظننت أنه تمنى ذلك لأنه كان يرجو أن يتم له الذي يطلب لو هلك الحجاج قال ثم إن مطرفا بعث عماله (قال أبو مخنف) فحدثني النضر بن صالح أن مطرفا عمل عملا حازما لولا أن الاقدار غالبة قال كتب مع الربيع بن يزيد إلى سويد بن سرحان الثقفي والى بكير بن هارون البجلي أما بعد فإنا ندعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه وإلى جهاد من عند عن الحق واستأثر بالفئ وترك حكم الكتاب فإذا ظهر الحق ودمغ الباطل وكانت كلمة الله هي العليا جعلنا هذا الامر شورى بين الأمة يرتضى المسلمون لأنفسهم الرضى فمن قبل هذا منا كان أخانا
(١١٣)