الفرسان أشد قتال رآه الناس قط ثم إنه وصل إلى مطرف (قال أبو مخنف) فحدثني النضر بن صالح أنه جعل يناديهم يومئذ يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فان تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون قال ولم يزل يقاتل حتى قتل واحتز رأسه عمر بن هبيرة وذكر أنه قتله وقد كان أسرع إليه غير واحد غير أن ابن هبيرة احتز رأسه وأوفده به عدى بن وتاد وحظي به وقاتل عمر بن هبيرة يومئذ وأبلى بلاء حسنا (قال أبو مخنف) وقد حدثني حكيم بن أبي سفيان الأزدي أنه قتل يزيد بن أبي زياد مولى المغيرة بن شعبة وكان صاحب راية مطرف قال ودخلوا عسكر مطرف وكان مطرف قد جعل على عسكره عبد الرحمن بن عبد الله ابن عفيف الأزدي فقتل وكان صالحا ناسكا عفيفا (قال أبو مخنف) حدثني زيد مولاهم أنه رأى رأسه مع ابن أقيصر الخثعمي فما ملكت نفسي أن قلت له أما والله لقد قتلته من المصلين العابدين الذاكرين الله كثيرا قال فأقبل نحوي وقال من أنت فقال له مولاي هذا غلامي ماله قال فأخبره بمقالتي فقال إنه ضعيف العقل قال ثم انصرفنا إلى الري مع عدى بن وتاد قال وبعث رجالا من أهل البلاء إلى الحجاج فأكرمهم وأحسن إليهم قال ولما رجع إلى الري جاءت بجيلة إلى عدى بن وتاد فطلبوا لبكير بن هارون الأمان فآمنه وطلبت ثقيف لسويد ابن سرحان الثقفي الأمان فآمنه وطلبت في كل رجل كان مع مطرف عشيرته فآمنهم وأحسن في ذلك وقد كان رجال من أصحاب مطرف أحيط بهم في عسكر مطرف فنادوا يا براء خذلنا الأمان يا براء اشفع لنا فشفع لهم فتركوا وأسر عدى ناسا كثيرا فخلى عنهم (قال أبو مخنف) وحدثني النضر بن صالح أنه أقبل حتى قدم على سويد بن عبد الرحمن بحلوان فأكرمه وأحسن إليه ثم إنه انصرف بعد ذلك إلى الكوفة (قال أبو مخنف) وحدثني عبد الله بن علقمة أن الحجاج بن جارية الخثعمي أتى الري وكان مكتبه بها فطلب إلى عدى فيه فقال هذا رجل مشهور قد شهر مع صاحبه وهذا كتاب الحجاج إلى فيه (قال أبو مخنف) فحدثني أبى عن
(١١٨)