أولاهم بهذا الامر أتقاهم وأفضلهم فيهم وأشدهم اضطلاعا بحمل أمورهم ما تولوا أمور الناس ونحن أول من أنكر الظلم وغير الجور وقاتل الأحزاب فان اتبعنا فله ما لنا وعليه ما علينا وهو رجل من المسلمين وإلا يفعل فهو كبعض من نعادي ونقاتل من المشركين فقال له مطرف قد فهمت ما ذكرت ارجع يومك هذا حتى ننظر في أمرنا فرجع ودعا مطرف رجالا من أهل ثقاته وأهل نصائحه منهم سليمان بن حذيفة المزني والربيع بن يزيد الأسدي قال النضر بن صالح وكنت أنا ويزيد بن أبي زياد مولى المغيرة بن شعبة قائمين على رأسه بالسيف وكان على حرسه فقال لهم مطرف يا هؤلاء إنكم نصحائي وأهل مودتي ومن أثق بصلاحه وحسن رأيه والله ما زلت لأعمال هؤلاء الظلمة كارها أنكرها بقلبي وأغيرها ما استطعت بفعلي وأمري فلما عظمت خطيئتهم ومربي هؤلاء القوم يجاهدونهم لم أر أنه يسعني إلا مناهضتهم وخلافهم إن وجدت أعوانا عليهم وإني دعوت هؤلاء القوم فقلت لهم كيت وكيت وقالوا لي كيت وكيت فلست أرى القتال معهم ولو تابعوني على رأيي وعلى ما وصفت لهم لخلعت عبد الملك والحجاج ولسرت إليهم أجاهدهم فقال له المزني إنهم لن يتابعوك وإنك لن تتابعهم فأخف هذا الكلام ولا تظهره لاحد وقال له الأسدي مثل ذلك فجثا مولاه ابن أبي زياد على ركبتيه ثم قال والله لا يخفى مما كان بينك وبينهم على الحجاج كلمة واحدة وليزادن على كل كلمة عشرة أمثالها والله أن لو كنت في السحاب هاربا من الحجاج ليلتمسن أن يصل إليك حتى يهلكك أنت ومن معك فالنجاء النجاء من مكانك هذا فان أهل المدائن من هذا الجانب ومن ذاك الجانب وأهل عسكر شبيب يتحدثون بما كان بينك وبين شبيب ولا تمسى من يومك هذا حتى يبلغ الخبر الحجاج فاطلب دارا غير المدائن فقال له صاحباه ما نرى الرأي إلا كما ذكر لك قال لهما مطرف فما عندكما قالا الإجابة إلى ما دعوتنا إليه والمؤاساة لك بأنفسنا على الحجاج وغيره ثم نظر إلى فقال ما عندك فقلت قتال عدوك والصبر معك ما صبرت فقال لي ذاك الظن بك قال ومكث حتى إذا كان في اليوم الثالث أتاه
(١١٠)