فيهم فلحقناه بحلوان فكنا ممن شهد معه قتال سويد بن عبد الرحمن (قال أبو مخنف) وحدثني بذلك أيضا النضر (قال أبو مخنف) وحدثني عبد الله بن علقمة قال ما هو إلا أن قدمنا على مطرف ين المغيرة فسر بمقدمنا عليه وأجلس الحجاج بن جارية معه على مجلسه (قال أبو مخنف) وحدثني النضر بن صالح وعبد الله بن علقمة أن سويدا لما خرج إليهم بمن معه وقف في الرجال ولم يخرج بهم من البيوت وقدم ابنه القعقاع في الخيل وما خيله يومئذ بكثير (قال أبو مخنف) قال النضر بن صالح أراهم كانوا مائتين وقال ابن علقمة أراهم كانوا ينقصون من الثلاثمائة قال فدعا مطرف الحجاج بن جارية فسرحه إليهم في نحو من عدتهم فأقبلوا نحو القعقاع وهم جادون في قتاله وهم فرسان متعالمون فلما رآهم سويد قد تيسروا نحو ابنه أرسل إليهم غلاما له يقال له رستم قتل معه بعد ذلك بدير الجماجم وفى يده راية بنى سعد فانطلق غلامه حتى انتهى إلى الحجاج بن جارية فأسر إليه إن كنتم تريدون الخروج من بلادنا هذه إلى غيرها فاخرجوا عنا فإنا لا نريد قتالكم وإن كنتم إيانا تريدون فلا بد لنا من منع ما في أيدينا * فلما جاءه بذلك قال له الحجاج بن جارية ائت أميرنا فاذكر له ما ذكرت لي فخرج حتى أتى مطرفا فذكر له مثل الذي ذكر للحجاج بن جارية فقال له مطرف ما أريدكم ولا بلادكم فقال له فالزم هذا الطريق حتى تخرج من بلادنا فانا لا نجد بدا من أن يرى الناس وتسمع بذلك أنا قد خرجنا إليك قال فبعث مطرف إلى الحجاج فأتاه ولزموا الطريق حتى مروا بالثنية فإذا الأكراد بها فنزل مطرف ونزل معه عامة أصحابه وصعد إليهم في الجانب الأيمن الحجاج بن جارية وفى الجانب الأيسر سليمان بن حذيفة فهزماهم وقتلاهم وسلم مطرف وأصحابه فمضوا حتى دنوا من همذان فتركها وأخذ ذات اليسار إلى ماه دينار وكان أخوه حمزة بن المغيرة على همذان فكره أن يدخلها فيتهم أخوه عند الحجاج فلما دخل مطرف أرض ماه دينار كتب إلى أخيه حمزة أما بعد فإن النفقة قد كثرت والمؤنة قد اشتدت فامدد أخاك بما قدرت عليه من مال وسلاح وبعث إليه يزيد بن أبي زياد مولى المغيرة بن شعبة فجاء حتى دخل على حمزة بكتاب
(١١٢)