إنما يراد بالشورى الرضى من قريش رضوا وكثر تبعكم منهم وأعوانكم على عدوكم وتم لكم هذا الامر الذي تريدون قال فوثبوا من عنده وقالوا هذا ما لا نجيبك إليه أبدا فلما مضوا فكادوا أن يخرجوا من صفة البيت التفت إليه سويد بن سليم فقال يا ابن المغيرة لو كان القوم عداة غدرا كنت قد أمكنتهم من نفسك ففزع لها مطرف وقال صدقت وإله موسى وعيسى قال ورجعوا إلى شبيب فأخبروه بمقالته فطمع فيه وقال لهم إن أصبحتم فليأته أحدكم * فلما أصبحوا بعث إليه سويدا وأمره بأمره فجاء سويد حتى انتهى إلى باب مطرف فكنت أنا المستأذن له فلما دخل وجلس أردت أن أنصرف فقال لي مطرف اجلس فليس دونك ستر فجلست وأنا يومئذ شاب أغيد فقال له سويد من هذا الذي ليس لك دونه ستر فقال له هذا الشريف الحسيب هذا ابن مالك بن زهير بن جذيمة فقال له بخ أكرمت فارتبط إن كان دينه على قدر حسبه فهو الكامل ثم أقبل على فقال إنا لقينا أمير المؤمنين بالذي ذكرت لنا فقال لنا القوة فقولوا له ألست تعلم أن اختيار المسلمين منهم خيرهم لهم فيما يرون رأى رشيد فقد مضت به السنة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم فإذا قال لكم نعم فقولوا له فانا قد اخترنا لأنفسنا أرضانا فينا وأشدنا اضطلاعا لما حمل فما لم يغير ولم يبدل فهو ولى أمرنا وقال لنا قولوا له فيما ذكرت لنا من الشورى حين قلت إن العرب إذا علمت أنكم إنما تريدون بهذا الامر قريشا كان أكثر لتبعكم منهم فإن أهل الحق لا ينقصهم عند الله أن يقلوا ولا يزيد الظالمين خيرا أن يكثروا وإن تركنا حقنا الذي خرجنا له ودخولنا فيما دعوتنا إليه من الشورى خطيئة وعجز ورخصة إلى نصر الظالمين ووهن لأنا لا نرى أن قريشا أحق بهذا الامر من غيرها من العرب فقال له فان زعم أنهم أحق بهذا الامر من غيرها من العرب فقولوا له ولم ذاك فان قال لقرابة محمد صلى الله عليه وسلم بهم فقل له فوالله ما كان ينبغي إذا لاسلافنا الصالحين من المهاجرين الأولين أن يتولوا على أسرة محمد ولا على ولد أبى لهب لو لم يبق غيرهم ولولا أنهم علموا أن خير الناس عند الله أتقاهم وأن
(١٠٩)