إليهم فادعهم إلى كتاب الله وسنة نبيه وبكتهم بأعمالهم الخبيثة فخرج إليهم بكير ابن هارون على فرس له أدهم أقرح ذنوب عليه الدرع والمغفر والساعدان في يده الرمح وقد شد درعه بعصابة حمراء من حواشي البرود فنادى بصوت له عال رفيع يا أهل قبلتنا وأهل ملتنا وأهل دعوتنا إنا نسألكم بالله الذي لا إله إلا هو الذي علمه بما تسرون مثل علمه بما تعلنون لما أنصفتمونا وصدقتمونا وكانت نصحتكم لله لا لخلقه وكنتم شهداء الله على عباده بما يعلمه الله من عباده خبروني عن عبد الملك بن مروان وعن الحجاج بن يوسف ألستم تعلمونهما جبارين مستأثرين يتبعان الهوى فيأخذان بالظنة ويقتلان على الغضب قال فتنادوا من كل جانب يا عدو الله كذبت ليسا كذلك فقال لهم ويلكم لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افترى ويلكم أو تعلمون الله ما لا يعلم إني قد استشهدتكم وقد قال الله في الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه فخرج إليه صارم مولى عدى ابن وتاد وصاحب رايته فحمل على بكير بن هارون البجلي فاضطربا بسيفيهما فلم تعمل ضربة مولى عدى شيئا وضربه بكير باليف فقتله ثم استقدم فقال فارس لفارس فلم يخرج إليه أحد فجعل يقول صارم قد لاقيت سيفا صارما * وأسدا ذا لبدة ضبار ما قال ثم إن الحجاج بن جارية حمل وهو في الميمنة على عمر بن هبيرة وهو في الميسرة وفيها الطفيل بن عامر بن وائلة فالتقى هو والطفيل وكانا صديقين متواخيين فتعارفا وقد رفع كل واحد منهما السيف على صاحبه فكفا أيديهما فاقتتلوا طويلا ثم إن ميسرة عدى بن وتاد زالت غير بعيد وانصرف الحجاج بن جارية إلى موقفه ثم إن الربيع بن يزيد حمل على عبد الله بن زهير فاقتتلوا طويلا ثم إن جماعة الناس حملت على الأسدي فقتلته وانكشفت ميسرة مطرف بن المغيرة حتى انتهت إليه ثم إن عمر بن هبيرة حمل على الحجاج بن جارية وأصحابه فقاتله قتالا طويلا ثم إنه حذره حتى انتهى إلى مطرف وحمل ابن أقيصر الخثعمي في الخيل على سليمان ابن صخر المزني فقتله وانكشفت خيلهم حتى انتهى إلى مطرف فثم اقتتلت
(١١٧)