قعنب فقال له إن تابعتنا فأنت منا وإن أبيت فقد نابذناك فقال لا تعجلوا اليوم فانا ننظر قال وبعث إلى أصحابه أن ارحلوا الليلة من عند آخركم حتى توافوا الدسكرة معي لحدث حدث هنالك ثم أدلج وخرج أصحابه معه حتى مر بدير يزد جرد فنزله فلقيه قبيصة بن عبد الرحمن القحافي من خثعم فدعاه إلى صحبته فصحبه فكساه وحمله وأمر له بنفقة ثم سار حتى نزل الدسكرة * فلما أراد أن يرتحل منها لم يجد بدا من أن يعلم أصحابه ما يريد فجمع إليه رؤوس أصحابه فذكر الله بما هو أهله وصلى على رسوله ثم قال لهم أما بعد فان الله كتب الجهاد على خلقه وأمر بالعدل والاحسان وقال فيما انزل علينا تعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب وإني أشهد الله أنى قد خلعت عبد الملك بن مروان والحجاج بن يوسف فمن أحب منكم صحبتي وكان على مثل رأيي فليتابعني فان له الأسوة وحسن الصحبة ومن أبى فليذهب حيث شاء فانى لست أحب أن يتبعني من ليست له نية في جهاد أهل الجور أدعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه وإلى قتال الظلمة فإذا جمع الله لنا أمرنا كان هذا الامر شورى بين المسلمين يرتضون لأنفسهم من أحبوا قال فوثب إليه أصحابه فبايعوه ثم إنه دخل رحله وبعث إلى سبرة بن عبد الرحمن بن مخنف وإلى عبد الله بن كناز النهدي فاستخلاهما ودعاهما إلى مثل ما دعا إليه عامة أصحابه فأعطياه الرضى فلما ارتحل انصرفا بمن معهما من أصحابه حتى أتيا الحجاج فوجداه قد نازل شبيبا فشهدا معه وقعة شبيب قال وخرج مطرف بأصحابه من الدسكرة موجها نحو حلوان وقد كان الحجاج بعث في تلك السنة سويد بن عبد الرحمن السعدي على حلوان وماه سبذان * فلما بلغه أن مطرف بن المغيرة فد أقبل نحو أرضه عرف أنه إن رفق في أمره أو داهن لا يقبل ذلك منه الحجاج فجمع له سويد أهل البلد والأكراد فأما الأكراد فأخذوا عليه ثنية حلوان وخرج إليه سويد وهو يحب أن يسلم من قتاله وأن يعافى من الحجاج فكان خروجه كالتعذير (قال أبو مخنف) فحدثني عبد الله بن علقمة الخثعمي أن الحجاج بن جارية الخثعمي حين سمع بخروج مطرف من المدائن نحو الجبل أتبعه في نحو من ثلاثين رجلا من قومه وغيرهم قال وكنت
(١١١)