له قال فدعوه على حاله يتقينا ونتقيه قالوا فأرسل إليه فاحبسه قال وبلغ نصرا أن الكرماني يقول كانت غايتي في طاعة بنى مروان أن تقلدني السيوف فأطلب بثأري بنى المهلب مع ما لقينا من نصر وجفائه وطول حرمانه ومكافأته إيانا بما كان من صنيع أسد إليه فقال له عصمة بن عبد الله الأسدي إنها بدء فتنة فتجن عليه فاحشة وأظهر أنه مخالف واضرب عنقه وعنق سباع بن النعمان الأزدي والفرافصة ابن ظهير البكري فإنه لم يزل متعصبا على الله بتفضله على مضر وبتفضله على ربيعة كان بخراسان وقال جميل بن النعمان إنك قد شرفته وإن كرهت قتله فادفعه إلى أقتله وقيل إنما غضب عليه في مكاتبته بكر بن فراس البهراني عامل جرجان يعلمه حال منصور بن جمهور وحيث بعث عهد الكرماني مع أبي الزعفران مولى أسد بن عبد الله فطلبه نصر فلم يقدر عليه والذي كتب إلى الكرماني بقتل الوليد وقدوم منصور بن جمهور على العراق صالح الأثرم الحرار وقيل إن قوما أتوا نصرا فقالوا الكرماني يدعو إلى الفتنة وقال أصرم بن قبيصة لنصر لو أن جديعا لم يقدر على السلطان والملك إلا بالنصرانية واليهودية لتنصر وتهود وكان نصر والكرماني متصافيين وقد كان الكرماني أحسن إلى نصر في ولاية أسد بن عبد الله فلما ولى نصر خراسان عزل الكرماني عن الرئاسة وصيرها لحرب بن عامر بن أيثم الواشجي فيما زجرت فأعاد الكرماني عليها فلم يلبث إلا يسيرا حتى عزله وصيرها لجميل بن النعمان قال فتباعد ما بين نصر والكرماني فحبس الكرماني في القهندز وكان على القهندز مقاتل بن علي المرئي ويقال المري قال ولما أراد نصر حبس الكرماني أمر عبيد الله بن بسام صاحب حرسه فأتاه به فقال له نصر يا كرماني ألم يأتني كتاب يوسف بن عمر يأمرني بقتلك فراجعته وقلت له شيخ خراسان وفارسها وحقنت دمك قال بلى قال ألم أغرم عنك ما كان لزمك من الغرم وقسمته في أعطيات الناس قال بلى قال ألم أرتس عليا ابنك على كره من قومك قال بلى قال فبدلت ذلك إجماعا على الفتنة قال الكرماني لم يقل الأمير شيئا إلا وقد كان أكثر منه فأنا لذلك شاكر فإن كان الأمير حقن دمى فقد كان
(٥٨٦)