رجل شريف له حسب وحياء أكلمه فقال له يزيد بن عنبسة السكسكي كلمني قال له من أنت قال أنا يزيد بن عنبسة قال يا أخا السكاسك ألم أزد في أعطياتكم ألم أرفع المؤن عنكم ألم أعط فقراءكم ألم أخدم زمنا كم فقال انا ما ننقم عليك في أنفسنا ولكن ننقم عليك في انتهاك ما حرم الله وشرب الخمر ونكاح أمهات أولاد أبيك واستخفافك بأمر الله قال حسبك يا أخا السكاسك فلعمري لقد أكثرت وأغرقت وان فيما أحل لي لسعة عما ذكرت ورجع إلى الدار فجلس وأخذ مصحفا وقال يوم كيوم عثمان ونشر المصحف يقرأ فعلوا الحائط فكان أول من علا الحائط يزيد بن عنبسة السكسكي فنزل إليه وسيف الوليد إلى جنبه فقال له يزيد نح سيفك فقال له الوليد لو أردت السيف لكانت لي ولك حالة غير هذه فأخذ بيد الوليد وهو يريد ان يحبسه ويؤامر فيه فنزل من الحائط عشرة منصور بن جمهور وحبال بن عمرو الكلبي وعبد الرحمن بن عجلان مولى يزيد ابن عبد الملك وحميد بن نصر اللخمي والسري بن زياد بن أبي كبشة وعبد السلام اللخمي فضربه عبد السلام على رأسه وضربه السرى على وجهه وجروه بين خمسة ليخرجوه فصاحت امرأة كانت معه في الدار فكفوا عنه ولم يخرجوه واحتز أبو علاقة القضاعي رأسه فأخذ عقبا فخاط الضربة التي في وجهه وقدم بالرأس على يزيد روح بن مقبل وقال أبشر يا أمير المؤمنين بقتل الفاسق الوليد وأسر من كان معه والعباس ويزيد يتغدى فسجد ومن كان معه وقام يزيد بن عنبسة السكسكي وأخذ بيد يزيد وقال قم يا أمير المؤمنين وأبشر بنصر الله فاختلج يزيد يده من كفه وقال اللهم إن كان هذا لك رضا فسددني وقال ليزيد بن عنبسة هل كلمكم الوليد قال نعم كلمني من وراء الباب وقال أما فيكم ذو حسب فأكلمه فكلمته ووبخته فقال حسبك فقد لعمري أغرقت وأكثرت أم والله لا يرتق فتقكم ولا يلم شعثكم ولا تجتمع كلمتكم * حدثني أحمد عن علي عن عمرو بن مروان الكلبي قال قال نوح بن عمرو بن حوى السكسكي خرجنا إلى قتال الوليد في ليال ليس فيها قمر فان كنت لارى الحصى فأعرف أسوده من
(٥٥١)