(وفى هذه السنة) عقد الوليد بن يزيد لابنيه الحكم وعثمان البيعة من بعده وجعلهما وليي عهده أحدهما بعد الآخر وجعل الحكم مقدما على عثمان وكتب بذلك إلى الأمصار وكان ممن كتب إليه بذلك يوسف بن عمر وهو عامل الوليد يومئذ على العراق وكتب بذلك يوسف إلى نصر بن سيار وكانت نسخة الكتاب إليه بسم الله الرحمن الرحيم من يوسف بن عمر إلى نصر بن سيار أما بعد فإني بعثت إليك نسخة كتاب أمير المؤمنين الذي كتب به إلى من قبلي الذي ولى الحكم ابن أمير المؤمنين وعثمان ابن أمير المؤمنين من العهد بعده مع عقال ابن شبة التميمي وعبد الملك القيني وأمرتهما بالكلام في ذلك فإذا قدما عليك فاجمع لقراءة كتاب أمير المؤمنين الناس ومرهم فليحشدوا له وقم فيهم بالذي كتب أمير المؤمنين فإذا فرغت فقم بقراءة الكتاب وأذن لمن أراد أن يقوم بخطبة ثم بايع الناس لهما على اسم الله وبركته وخذ عليهم بالمواثيق على الذي نسخت لك في آخر كتابي هذا الذي نسخ لنا أمير المؤمنين في كتابه فافهمه وبايع عليه نسأل الله أن يبارك لأمير المؤمنين ورعيته في الذي قضى لهم على لسان أمير المؤمنين وأن يصلح الحكم وعثمان ويبارك لنا فيهما والسلام عليك وكتب النصر يوم الخميس للنصف من شعبان سنة خمس وعشرين ومائة بسم الله الرحمن الرحيم تبايع لعبد الله الوليد أمير المؤمنين والحكم ابن أمير المؤمنين إن كان من بعده وعثمان ابن أمير المؤمنين إن كان بعد الحكم على السمع والطاعة وإن حدث بواحد منهما حدث فأمير المؤمنين أملك في ولده ورعيته يقدم من أحب ويؤخر من أحب عليك بذلك عهد الله وميثاقه فقال الشاعر في ذلك نؤمل عثمان بعد الوليد * للعهد فينا ونرجو يزيدا كما كان إذ ذاك في ملكه * يزيد يرجى لذاك الوليدا على أنها شعست شعسة * فنحن نؤملها أن تعودا فإن هي عادت فأوصى القريب * عنها ليؤيس منها البعيدا قال أحمد قال على عن شيوخه الذين ذكرت فقدم عقال بن شبة وعبد الملك
(٥٢٨)