لحسن القضاء له في الأمور فقال هشام لأبي الزبير يا نسطاس أترى الناس يرضون بالوليد إن حدث بي حدث قال بل يطيل الله عمرك يا أمير المؤمنين قال ويحك لا بد من الموت أفترى الناس يرضون بالوليد قال يا أمير المؤمنين إن له في أعناق الناس بيعة فقال هشام لئن رضى الناس بالوليد ما أظن الحديث الذي رواه الناس أن من قام بالخلافة ثلاثة أيام لم يدخل النار إلا باطلا وكتب هشام إلى الوليد قد فهم أمير المؤمنين ما كتبت به من قطع ما قطع عنك وغير ذلك وأمير المؤمنين يستغفر الله من إجرائه ما كان يجرى عليك وأمير المؤمنين أخوف على نفسه من اقتراف المآثم عليها في الذي كان يجرى عليك منه في الذي أحدث من قطع ما قطع ومحو ما محا من صحابتك لامرين أما أحدهما فإيثار أمير المؤمنين إياك بما كان يجرى عليك وهو يعلم وضعك له وإنفاقكه في غير سبيله وأما الآخر فإثبات صحابتك وإدرار أرزاقهم عليهم لا ينالهم ما ينال المسلمين في كل عام من مكروه عند قطع البعوث وهم معك تجول بهم في سفهك ولأمير المؤمنين أحرى في نفسه للتقصير في القتر عليك منه للاعتداء عليك فيها مع أن الله قد نصر أمير المؤمنين في قطع ما قطع عنك من ذلك ما يرجو به تكفير ما يتخوف مما سلف فيه منه وأما ابن سهيل فلعمري لئن كان نزل منك بما نزل وكان أهلا أن تسر فيه أو تساء ما جعله الله كذلك وهل زاد ابن سهيل لله أبوك على أن كان مغنيا زفانا قد بلغ في السفه غايته وليس ابن سهيل مع ذلك بشر ممن تستصحبه في الأمور التي يكرم أمير المؤمنين نفسه عن ذكرها مما كنت لعمر الله أهلا للتوبيخ به ولئن كان أمير المؤمنين على ظنك به في الحرص على فسادك إنك إذا بغير إل عن هوى أمير المؤمنين من ذلك وأما ما ذكرت مما سبب الله لك فان الله قد ابتدأ أمير المؤمنين بذلك واصطفاه له والله بالغ أمره لقد أصبح أمير المؤمنين وهو على اليقين من ربه أنه لا يملك لنفسه فيما أعطاه من كرامته ضرا ولا نفعا وإن الله ولى ذلك منه وأنه لا بد له من مزايلته والله أرأف بعباده وأرحم من أن يولى أمرهم غير الرضى له منهم وإن أمير المؤمنين من حسن ظنه بربه لعلى أحسن
(٥٢٤)