ومن عدلته التوبة نازعا عن الباطل إلى حق وجد الله توابا رحيما أخبر أمير المؤمنين أكرمه الله أنى عندما انتهى إلى من قيامه بولاية خلافة الله نهضت إلى منبري على سيفان مستعدا بهما لأهل الغش حتى أعلمت من قبلي ما امتن الله به عليهم من ولاية أمير المؤمنين فاستبشروا لذلك وقالوا لم تأتنا ولاية خليفة كانت آمالنا فيها أعظم ولا هي لنا أسر من ولاية أمير المؤمنين وقد بسطت يدي لبيعتك فجددتها ووكدتها بوثائق العهود وترداد المواثيق وتغليظ الايمان فكلهم حسنت إجابتهم وطاعتهم فأثبهم يا أمير المؤمنين بطاعتهم من مال الله الذي آتاك فإنك أجودهم جودا وأبسطهم يدا وقد انتظروك راجين فضلك قبلهم بالرحم الذي استرحموك وزدهم زيادة يفضل بها من كان قبلك حتى يظهر بذلك فضلك عليهم على رعيتك ولولا ما أحاول من سد الثغر الذي أنا به لخفت أن يحملني الشوق إلى أمير المؤمنين إن استخلف رجلا على غير أمره وأقدم لمعاينة أمير المؤمنين فإنها لا يعدو لها عندي عادل نعمة وإن عظمت فإن رأى أمير المؤمنين أن يأذن لي في المسير إليه لا شافهه بأمور كرهت الكتاب بها فعل فلما ولى الوليد أجرى على زمني أهل الشأم وعميانهم وكساهم وأمر لكل إنسان منهم بخادم وأخرج لعيالات الناس الطيب والكسوة وزادهم على ما كان يخرج لهم هشام وزاد الناس جميعا في العطاء عشرة عشرة ثم زاد أهل الشأم بعد زيادة العشرات عشرة عشرة لأهل الشأم خاصة وزاد من وفد إليه من أهل بيته في جوائزهم الضعف وكان وهو ولى عهد يطعم من وفد إليه من أهل الصائفة قافلا ويطعم من صدر عن الحج بمنزل يقال له زيزاء ثلاثة أيام ويعلف دوابهم ولم يقل في شئ يسأله لا فقيل له إن في قولك أنظر عدة ما يقيم عليها الطالب فقال لا أعود لساني شيئا لم أعتده وقال ضمنت لكم إن لم تعقنى عوائق * بأن سماء الضر عنكم ستقلع سيوشك إلحاق معا وزيادة * وأعطية منى عليكم تبرع محرمكم ديوانكم وعطاؤكم * به يكتب الكتاب شهرا وتطبع
(٥٢٧)