ويحدثانه قال فولى هشام بعض مواليه ضيعة له فعمرها فجاءت بغلة عظيمة كبيرة ثم عمرها أيضا فأضعفت الغلة وبعث بها مع ابنه فقدم بها على هشام فأخبره خبر الضيعة فجزاه خيرا فرأى منه انبساطا فقال يا أمير المؤمنين إن لي حاجة قال وما هي قال زيادة عشرة دنانير في العطاء فقال ما يخيل إلى أحدكم أن عشرة دنانير في العطاء الا بقدر الجوز لا لعمري لا أفعل * حدثني أحمد قال حدثنا على قال قال جعفر ابن سليمان قال لي عبد الله بن علي جمعت دواوين بنى مروان فلم أر ديوانا أصح ولا أصلح للعامة والسلطان من ديوان هشام * حدثنا أحمد قال قال على قال غسان ابن عبد الحميد لم يكن أحد من بنى مروان أشد حصرا في أمر أصحابي ودواوينه ولا أشد مبالغة في الفحص عنهم من هشام * حدثني أحمد قال حدثنا على قال قال حماد الأبح قال هشام لغيلان ويحك يا غيلان قد أكثر الناس فيك فنازعنا بأمرك فإن كان حقا أتبعناك وإن كان باطلا نزعت عنه قال نعم فدعا هشام ميمون بن مهران ليكلمه فقال له ميمون سل فان أقوى ما يكون إذا سألتم قال له أشاء الله أن يعصى فقال له ميمون أفعصى كارها فسكت فقال هشام أجبه فلم يجبه فقال له هشام لا أقالني الله إن أقلته وأمر بقطع يديه ورجليه * حدثني أحمد قال حدثنا على عن رجل من غنى عن بشر مولى هشام قال أوتى هشام برجل عنده قيان وخمر وبربط فقال اكسروا الطنبور على رأسه وضربه فبكى الشيخ قال بشر فقلت له وأنا أعزيه عليك بالبصر فقال أتراني أبكى للضرب إنما أبكى لاحتقاره للبربط إذ سماه طنبورا قال وأغلظ رجل لهشام فقال له هشام ليس لك أن تغلظ لامامك قال وتفقد هشام بعض ولده ولم يحضر الجمعة فقال له ما منعك من الصلاة قال نفقت دابتي قال أفعجزت عن المشي فتركت الجمعة فمنعه الدابة سنة قال وكتب سليمان بن هشام إلى أبيه إن بغلتي قد عجزت عنى فان رأى أمير المؤمنين أن يأمر لي بدابة فعل فكتب إليه قد فهم أمير المؤمنين كتابك وما ذكرت من ضعف دابتك وقد ظن أمير المؤمنين أن ذلك من قلة تعهدك لعلفها وأن علفها يضيع فتعهد دابتك في القيام عليها بنفسك ويرى أمير المؤمنين رأيه في حملانك قال وكتب إليه
(٥١٦)