تسير في عملك وأتقدمك إلى الشأم فأستأذنه لك فإنك لا تبلغ أقصى عملك حتى يأتيك إذنه قال ولا هذا قال فأذهب فأضمن لأمير المؤمنين جميع ما انكسر في هذه السنين وآتيك بعهدك مستقبلا قال وما يبلغ ذاك قال مائة ألف ألف قال ومن أين آخذ هذا والله ما أجد عشرة آلاف درهم قال أتحمل أنا وسعيد بن راشد أربعين ألف ألف درهم والزينبي وأبان بن الوليد عشرين ألف ألف وتفرق الباقي على العمال قال إني إذا للئيم إن كنت سوغت قوما شيئا ثم أرجع فيه فقال طارق إنما نقيك ونقى أنفسنا بأموالنا ونستأنف الدنيا وتبقى النعمة عليك وعلينا خير من أن يجئ من يطالبنا بالأموال وهى عند تجار أهل الكوفة فيتقاعسون ويتربصون بنا فنقتل ويأكلون تلك الأموال فأبى خالد فودعه طارق وبكى وقال هذا آخر ما نلتقي في الدنيا ومضى ودخل داود فأخبره خالد بقول طارق فقال قد علم أنك لا تخرج بغير إذن فأراد أن يختلك ويأتي الشأم فيتقبل بالعراق هو وابن أخيه سعيد بن راشد فرجع طارق إلى الكوفة وخرج خالد إلى الحمة قال وقدم رسول يوسف عليه اليمن فقال له ما وراءك قال الشر أمير المؤمنين ساخط وقد ضربني ولم يكتب جواب كتابك وهذا كتاب سالم صاحب الديوان ففض الكتاب فقرأه فلما انتهى إلى آخره قرأ كتاب هشام بخطه أن سر إلى العراق فقد وليتك إياه وإياك أن يعلم بذاك أحد وخذ ابن النصرانية وعماله فأشفني منهم فقال يوسف انظروا دليلا عالما بالطريق فأتى بعدة فاختار منهم رجلا وسار من يومه واستخلف على اليمن ابنه الصلت فشيعه فلما أراد أن ينصرف سأله أين تريد فضربه مائة سوط وقال يا ابن اللخناء أيخفى عليك إذا استقر بي منزل فسار فكان إذا أتى إلى طريقين سأل فإذا قيل هذا إلى العراق قال أعرق حتى أتى الكوفة قال عمر قال على عن بشر بن عيسى عن أبيه قال قال حسان النبطي هيأت لهشام طيبا فإني لبين يديه وهو ينظر إلى ذلك الطيب إذ قال لي باحسان في كم يقدم القادم من العراق إلى اليمن قال قلت لا أدرى فقال أمرتك أمرا حازما فعصيتني * فأصبحت مسلوب الامارة نادما
(٤٧٣)