له عندك يد إلا ما ابتدأك به كنت جديرا أن تحفظه قال لا والله لا يكون ذلك أبدا قال قلت فما كنت صانعا إذا عزلك وأخذ ضياعك فاصنعه فان اخوته وولده وأهل بيته قد سبقوا لك وأكثروا عليه فيك ولك صنائع تعود عليهم بما بدالك ثم استدرك استتمام ما كان منك إلى صنائعك من هشام قال قد أبصرت ما تقول وليس إلى ذلك سبل وكان العريان يقول كأنكم به قد عزل وأخذ ماله وتجنى عليه ثم لا ينتفع بشئ قال فكان كذلك قال الهيثم وحدثني ابن عياش أن بلال بن أبي بردة كتب إلى خالد وهو عامله على البصرة حين بلغه تعتب هشام عليه أنه حدث أمر لا أجد بدا من مشافهتك فيه فان رأيت أن تأذن لي فإنما هي ليلة ويومها إليك ويوم عندك وليلة ويومها منصرفا فكتب إليه أن أقبل إذا شئت فركب هو وموليان له الجمازات فسار يوما وليلة ثم صلى المغرب بالكوفة وهى ثمانون فرسخا فأخبر خالد بمكانه فأتاه وقد تعصب فقال أبا عمرو أتعبت نفسك قال أجل قال متى عهدك بالبصرة قال أمس قال أحق ما تقول قال هو والله ما قلت قال فما أنصبك قال ما بلغني من تعتب أمير المؤمنين وقوله وما بغاك به ولده وأهل بيته فان رأيت أتعرض له وأعرض عليه بعض أموالنا ثم ندعوه منها إلى ما أحب وأنفسنا به طيبة ثم أعرض عليه مالك فما أخذ منه فعلينا العوض منه بعد قال ما أتهمك وحتى أنظر قال إني أخاف أن تعاجل قال كلا قال إن قريشا من قد عرفت ولا سيما سرعتهم إليك قال يا بلال إني والله ما أعطى شيئا قسرا أبدا قال أيها الأمير أتكلم قال نعم قال إن هشاما أعذر منك يقول استعملتك وليس لك شئ فلم تر من الحق عليك أن تعرض على بعض ما صار إليك وأخاف أن يزين له حسان النبطي مالا تستطيع إدراكه فاغتنم هذه الفترة قال أنا ناظر في ذلك فانصرف راشدا فانصرف بلال وهو يقول كأنكم بهذا الرجل قد بعث إليه رجل بعيد أتى به حمز بغيض النفس سخيف الدين قليل الحياء يأخذه بالاحن والترات فكان كما قال قال ابن عياش وكان بلال قد اتخذ دارا بالكوفة وانما استأذن خالدا لينظر إلى داره فما نزلها الا مقيدا ثم جعلت سجنا إلى اليوم قال ابن عياش كان خالد
(٤٧٦)