فروخ أبا المثنى كان قد تقبل من ضياع هشام بن عبد الملك بموضع يقال له رستاق الرمان أو نهر الرمان وكان يدعى بذلك فروخ الرماني فثقل مكانه على خالد فقال خالد لحسان النبطي ويحك اخرج إلى أمير المؤمنين فزد على فروخ فخرج فزاد عليه ألف ألف درهم فبعث هشام رجلين من صلحاء أهل الشأم فحازى الضياع فصار حسان أثقل على خالد من فروخ فجعل يضر به فيقول له حسان لا تفسدني وأنا صنيعتك فأبى إلا الاضرار به فلما قدم عليه بثق البثوق على الضياع ثم خرج إلى هشام فقال إن خالدا بثق البثوق على ضياعك فوجه هشام رجلا فنظر إليها ثم رجع إلى هشام فأخبره فقال حسان لخادم من خدم هشام إن تكلمت بكلمة أقولها لك حيث يسمع هشام فلك عندي ألف دينار قال فعجل لي الألف وأقول ما شئت قال فعجلها له وقال له بك صبيا من صبيان هشام فإذا بكى فقل له اسكت والله لكأنك ابن خالد القسري الذي غلته ثلاثة عشر ألف ألف فسمعها هشام فأغضي عليها ثم دخل عليه حسان بعد ذلك فقال له هشام ادن منى فدنا منه فقال كم غلة خالد قال ثلاثة عشر ألف ألف قال فكيف لم تخبرني بهذا قال وهل سألتني فوقرت في نفس هشام فأزمع على عزله وقيل كان خالد يقول لابنه يزيد ما أنت بدون مسلمة بن هشام فإنك لتفخر على الناس بثلاث لا يفخر بمثلها أحد سكرت دجلة ولم يتكلف ذلك أحد ولى سقاية بمكة ولى ولاية العراق وقيل إنما أغضب هشاما على خالد أن رجلا من قريش دخل على خالد فاستخف به وعضه بلسانه فكتب إلى هشام يشكوه فكتب هشام إلى خالد أما بعد فإن أمير المؤمنين وإن كان أطلق لك يدك ورأيك فيمن استرعاك أمره واستحفظك عليه للذي رجا من كفايتك ووثق به من حسن تدبيرك لم يفترشك عرة أهل بيته لتطأه بقدمك ولا تحد إليه بصرك فكيف بك وقد بسطت على غرتهم بالعراق لسانك بالتوبيخ تريد بذلك تصغير خطره واحتقار قدره زعمت بالنصفة منه حتى أخرجك ذلك إلى الاغلاظ في اللفظ عليه في مجلس العامة غير متحلحل له حين رأيته مقبلا من صدر مهادك الذي مهد له الله وفى قومك من يعلوك بحسبه ويغمرك بأوليته
(٤٦٨)