أنه استودع زيد بن علي وداود بن علي بن عبد الله بن عباس ورجلين من قريش أحدهما مخزومي والآخر جمحى مالا عظيما فكتب بذلك يوسف إلى هشام فكتب هشام إلى خاله إبراهيم بن هشام وهو عامله على المدينة يأمره بحملهم إليه فدعا إبراهيم بن هشام زيدا وداود فسألهما عما ذكر خالد فحلفا ما أودعهما خالد شيئا فقال إنكما عندي لصادقان ولكن كتاب أمير المؤمنين قد جاء بما تريان فلا بد من انفاذه فحملهما إلى الشأم فحلفا بالايمان الغلاظ ما أودعهما خالد شيئا قط وقال داود كنت قدمت عليه العراق فأمر لي بمائة ألف درهم فقال هشام أنتما عندي أصدق من ابن النصرانية فاقدما على يوسف حتى يجمع بينكما وبينه فتكذباه في وجهه وقيل إن زيدا انما قدم على هشام مخاصما ابن عمه عبد الله بن حسن بن حسن بن علي ذكر ذلك عن جويرية بن أسماء قال شهدت زيد بن علي وجعفر بن حسن بن حسن يختصمان في ولاية وقوف على وكان زيد يخاصم عن بنى حسين وجعفر يخاصم عن بنى حسن فكان جعفر وزيد يتبالغان بين يدي الوالي إلى كل غاية ثم يقومان فلا يعيدان مما كان بينهما حرفا فلما مات جعفر قال عبد الله من يكفينا زيدا قال حسن ابن حسن بن حسن أنا أكفيكه قال كلا إنا نخاف لسانك ويدك ولكني أنا قال إذن لا تبلغ حاجتك وحجتك قال أما حجتي فسأبلغها فتنازعا إلى الوالي والوالي يومئذ عندهم فيما قيل إبراهيم بن هشام قال فقال عبد الله لزيد أتطمع أن تنالها وأنت لامة سندية قال قد كان إسماعيل لامة فنال أكثر منها فسكت عبد الله وتبالغا يومئذ كل غاية فلما كان الغد أحضرهم الوالي وأحضر قريشا والأنصار فتنازعا فاعترض رجل من الأنصار فدخل بينهما فقال له زيد وما أنت والدخول بيننا وأنت رجل من قحطان قال أنا والله خير منك نفسا وأبا وأما قال فسكت زيد وانبرى له رجل من قريش فقال كذبت لعمر الله لهو خير منك نفسا وأبا وأما وأولا وآخرا وفوق الأرض وتحتها فقال الوالي وما أنت وهذا فأخذ القرشي كفا من الحصى فضرب به الأرض وقال والله ما على هذا من صبر وفطن عبد الله وزيد لشماتة الوالي بهما فذهب عبد الله ليتكلم فطلب إليه زيد فسكت وقال زيد
(٤٨٤)