الختل بشئ فاردده على حتى أخرج منها كما دخلتها قال وما ذاك قال دخلتها شابا فكسبت المال بالسيف ورزق الله أهلا وولدا فاردد على شبابي حتى أخرج منها هل ترى أن أخرج من أهلي وولدي فما بقائي بعد أهلي وولدي فغضب أسد قال وكان بدر طرخان يثق بالأمان فقال له أسد اختم في عنقك فإني أخاف عليك معرة الجند قال لست أريد ذلك وأنا أكتفي من قبلك برجل يبلغ بي مصعبا فأبى أسد إلا أن يختم في عنقه فختم في رقبته ودفعه إلى أبى الأسد مولاه فسار به أبو الأسد فانتهى إلى عسكر المصعب عند المساء وكان سلمة بن أبي عبد الله في الموالى مع مصعب فوافى أبو الأسد سلمة بن أبي عبد الله في الموالى مع مصعب فوافى أبو الأسد سلمة وهو يضع الدراجة في موضعها فقال سلمة لأبي الأسد ما صنع الأمير في أمر بدر طرخان فقص الذي عرض عليه بدر طرخان واباء أسد ذلك وسرحه معه إلى المصعب ليدخله الحصن فقال سلمة إن الأمير لم يصب فيما صنع وسينظر في ذلك ويندم إنما كان ينبغي له أن يقبض ما عرض عليه أو يحبسه فلا يدخله حصنه فانا إنما دخلناه بقناطر اتخذناها ومضايق أصلحناها وكان يمنعه أن يغير علينا رجاء الصلح فأما إن يئس من الصلح فإنه لا يدع الجهد فدعه الليلة في قبتي ولا تنطلق به إلى مصعب فإنه ساعة ينظر إليه يدخله حصنه قال فأقام أبو الأسد وبدر طرخان معه في قبة سلمة وأقبل أسد بالناس في طريق ضيق فتقطع الجند ومضى أسد حتى انتهى إلى نهر وقد عطش ولم يكن أحد من خدمه فاستسقى وكان السغدي بن عبد الرحمن أبو طعمة الجرمي معه شاكري له ومع الشاكري قرن تبتى فأخذ السغدي القرن فجعل فيه سويقا وصب عليه ماء من النهر وحركه وسقى أسدا وقوما من رؤساء الجند فنزل أسد في ظل شجرة ودعا برجل من الحرس فوضع رأسه في فخذه وجاء المجشر بن مزاحم السلمي يقود فرسه حتى قعد تجاهه حيث ينظر أسدا فقال أسد كيف أنت يا أبا العدبس قال كنت أمس أحسن حالا منى اليوم قال وكيف ذاك قال كان بدر طرخان في أيدينا وعرض ما عرض فلا الأمير قبل منه ما عرض عليه ولا هو شد يده عليه لكنه خلى سبيله وأمر بادخاله حصنه لما عنده زعم من الوفاء فندم
(٤٦٢)