لأخذت منه مائة ألف ألف درهم قال ما كنت لا رجع وقد رهنت لساني بشئ وأخبر أصحاب خالد خالدا فقال قد أسأتم حين أعطيتموه عند أول وهلة تسعة آلاف ألف ما آمن أن يأخذها ثم يعود عليكم فارجعوا فجاءوا فقالوا إنا قد أخبرنا خالدا فلم يرض بما ضمنا وأخبرنا أن المال لا يمكنه فقال أنتم أعلم وصاحبكم فأما أنا فلا أرجع عليكم فان رجعتم لم أمنعكم قالوا فإنا قد رجعنا قال وقد فعلتم قالوا نعم قال فمنكم أتى النقض فوالله لا أرضى بتسعة آلاف ألف ولا مثلها ولا مثليها فأخذ أكثر من ذلك وقد قيل إنه أخذ مائة ألف ألف * وذكر الهيثم بن عدي عن ابن عياش أن هشاما أزمع على عزل خالد وكان سبب ذلك أنه اعتقد بالعراق أموالا وحفر أنهارا حتى بلغت غلته ألف ألف منها نهر خالد وكان يغل خمسة آلاف ألف وباجوى وبارمانا والمبارك والجامع وكورة سابور والصلح وكان كثيرا ما يقول انني والله مظلوم ما تحت قدمي من شئ إلا وهو لي يعنى أن عمر جعل لبجيلة ربع السواد قال الهيثم بن عدي أخبرني الحسن بن عمارة عن العريان ابن الهيثم قال كنت كثيرا ما أقول لأصحابي إن أحسب هذا الرجل قد تخلى منه إن قريشا لا تحتمل هذا ونحوه وهم أهل حسد وهذا يظهر ما يظهر فقلت له يوما أيها الأمير إن الناس قد رموك بأبصارهم وهى قريش وليس بينك وبينها إل وهم يجدون منك بدا وأنت لا تجد منهم بدا فأنشدك الله الا ما كتبت إلى هشام تخبره عن أموالك وتعرض عليه منها ما أحب فما أقدرك على أن تتخذ مثلها وهو لا يستفسدك وإن كان حريصا على ذلك فلعمري لان يذهب بعض ويبقى بعض خير من أن تذهب كلها وما كان يستحسن فيما بينك وبينه أن يأخذها كلها ولا آمن أن يأتيه باغ أو حاسد فيقبل منه فلان تعطيه طائعا خير من أن تعطيه كارها فقال ما أنت بمتهم ولا يكون ذلك أبدا قال فقلت أطعني واجعلني رسولك فوالله لا يحل عقدة إلا شددتها ولا يشد عقدة إلا حللتها قال انا والله لا نعطى على الذل قال قلت هل كانت لك هذه الضياع إلا في سلطانه وهل تستطيع الامتناع منه إن أخذها قال لا قلت فبادره فإنه يحفظها لك ويشكرك عليها ولو لم تكن
(٤٧٥)