كثرتهم وهو في سبعين جعل من أصحابه ميمنة وميسرة ثم أقبل عليهم فقال أكلكم يرجو أن يقتلنا ثم يأتي بلده وأهله سالما قالوا إنا نرجو ذلك إن شاء الله فشد على رجل منهم فقتله فقال أما هذا فلا يأتي أهله أبدا فلم يزل ذلك ديدنه حتى قتل منهم ستة نفر فانهزموا فدخلوا الدير فحاصرهم وجاءتهم الامداد فكانوا عشرين ألفا فقال له أصحابه إلا نعقر دوابنا ثم نشد عليهم شدة واحدة فقال لا تفعلوا حتى نبلى الله عذرا ما استمسكنا على دوابنا فقاتلوهم يومهم ذلك كله إلى جنح العصر حتى أكثروا فيهم القتل والجراح ثم إن بهلولا وأصحابه عقروا دوابهم وترجلوا وأصلتوا لهم السيوف فأوجعوا فيهم فقتل عامة أصحاب بهلول وهو يقاتل ويذود عن أصحابه وحمل عليه رجل من جديلة قيس يكنى أبا الموت فطعنه فصرعه فوافاه من بقى من أصحابه فقالوا له ول أمرنا من بعدك من يقوم به فقال إن هلكت فأمير المؤمنين دعامة الشيباني فان هلك دعامة فأمير المؤمنين عمرو اليشكري وكان أبو الموت إنما ختل البهلول ومات بهلول من ليلته فلما أصبحوا هرب دعامة وخلاهم فقال رجل من شعرائهم لبئس أمير المؤمنين دعامة * دعامة في الهيجاء شر الدعائم وقال الضحاك بن قيس يرثى بهلولا ويذكر أصحابه بدلت بعد أبي بشر وصحبته * قوما على مع الأحزاب أعوانا كأنهم لم يكونوا من صحابتنا * ولم يكونوا لنا بالأمس خلانا يا عين أذرى دموعا منك تهتانا * وأبكى لنا صحبة بانوا وإخوانا خلوا لنا ظاهر الدنيا وباطنها * وأصبحوا في جنان الخلد جيرانا قال أبو عبيدة لما قتل بهلول خرج عمرو اليشكري فلم يلبث أن قتل ثم خرج العنزي صاحب الأشهب وبهذا كان يعرف على خالد في ستين فوجه إليه خالد السمط بن مسلم البجلي في أربعة آلاف فالتقوا بناحية الفرات فشد العنزي على السمط فضربه بين أصابعه فألقى سيفه وشلت يده وحمل عليهم فانهزمت الحرورية فتلقاهم عبيد أهل الكوفة وسفلتهم فرموهم بالحجارة حتى قتلوهم قال أبو عبيدة
(٤٦٠)