دعا بها فأدخلت عليه فلما تغشاها تلقت منه بحمل فولدت شبيبا وذلك سنة 25 في ذي الحجة في يوم النحر يوم السبت وأحبت مولاها حبا شديدا وكانت تحدثه وقالت إن شئت أجبتك إلى ما سألتني من الاسلام فقال لها قد شئت فأسلمت وولدت شبيبا وهى مسلمة وقالت إني رأيت فيما يرى النائم انه خرج من قبلي شهاب فثقب يسطع حتى بلغ السماء وبلغ الآفاق كلها فبينا هو كذلك إذ وقع في ماء كثير جار فخبأ وقد ولدته في يومكم هذا الذي تهريقون فيه الدماء وإني قد أولت رؤياي هذه أنى أرى ولدى هذا غلاما أراه سيكون صاحب دماء يهريقها وإني أرى أمره سيعلو ويعظم سريعا قال فكان أبوه يختلف به وبأمه إلى البادية إلى أرض قومه على ماء يدعى اللصف (قال أبو مخنف) وحدثني موسى بن أبي سويد ابن رادى أن جند أهل الشام الذين جاؤوا حملوا معهم الحجر فقالوا لا نفر من شبيب حتى يفر هذا الحجر فبلغ شبيبا أمرهم فأراد أن يكيدهم فدعا بأفراس أربعة فربط في أذنابها ترسه في ذنب كل فرس ترسين ثم ندب معه ثمانية نفر من أصحابه ومعه غلام له يقال له حيان وأمره أن يحمل معه إداوة من ماء ثم سار حتى يأتي ناحية من العسكر فأمر أصحابه أن يكونوا في نواحي العسكر وأن يجعلوا مع كل رجلين فرسا ثم يمسوها الحديد حتى تجد حره ويخلوها في العسكر وواعدهم تلعة قريبة من العسكر فقال من نجا منكم فان موعده هذه التلعة وكره أصحابه الاقدام على ما أمرهم به فنزل حيث رأى ذلك منهم حتى صنع بالخيل مثل الذي أمرهم ثم وغلت في العسكر ودخل يتلوها محكما فضرب الناس بعضهم بعضا فقام صاحبهم الذي كان عليهم وهو حبيب بن عبد الرحمن الحكمي فنادى أيها الناس إن هذه مكيدة فالزموا الأرض حتى يتبين لكم الامر ففعلوا وبقى شبيب في عسكرهم فلزم الأرض حيث رآهم قد سكنوا وقد أصابته ضربة عمود أوهنته فلما أن هدأ الناس ورجعوا إلى أبنيتهم خرج في غمارهم حتى أتى التلعة فإذا هو بحيان فقال أفرغ يا حيان على رأسي من الماء فلما مد رأسه ليصب عليه من الماء هم حيان أن يضرب عنقه فقال لنفسه لا أجد لي مكرمة ولا ذكرا
(١٠٥)