أرفع من قتلى هذا وهو أماني عند الحجاج فاستقبلته الرعدة حيث هم بما هم به فلما أبطأ بحل الإداوة قال ما يبطئك بحلها فتناول السكين من موزجه فخرقها به ثم ناولها إياه فأفرغ عليه من الماء فقال حيان منعني والله الجبن وما أخذني من الرعدة أن أضرب عنقه بعد ما هممت به ثم لحق شبيب بأصحابه في عسكره (قال أبو جعفر) وفى هذه السنة خرج مطرف بن المغيرة بن شعبة على الحجاج وخلع عبد الملك بن مروان ولحق بالجبال فقتل ذكر السبب الذي كان عند خروجه وخلعه عبد الملك بن مروان (قال هشام) عن أبي مخنف قال حدثني يوسف بن يزيد بن بكر الأزدي أن بنى المغيرة بن شعبة كانوا صلحاء نبلاء أشرافا بأبدانهم سوى شرف أبيهم ومنزلتهم في قومهم قال فلما قدم الحجاج فلقوه وشافههم علم أنهم رجال قومه وبنو أبيه فاستعمل عروة بن المغيرة على الكوفة ومطرف بن المغيرة على المدائن وحمزة بن المغيرة على همذان (قال أبو مخنف) فحدثني الحصين ابن عبد الله بن سعد بن نفيل الأزدي قال قدم علينا مطرف بن المغيرة بن شعبة المدائن فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس إن الأمير الحجاج أصلحه الله قد ولانى عليكم وأمرني بالحكم بالحق والعدل في السيرة فان عملت بما أمرني به فأنا أسعد الناس وإن لم أفعل فنفسي أو بقت وحظ نفسي ضيعت ألا إني جالس لكم العصرين فارفعوا؟؟ إلى حوائجكم وأشيروا على بما يصلحكم ويصلح بلادكم فانى لن آلوكم خيرا ما استطعت ثم نزل وكان بالمدائن إذ ذاك رجال من أشراف أهل المصر وبيوتات الناس وبها مقاتلة لا تسعها عدة أن كان كرن بأرض جوخى أو بأرض الأنبار فأقبل مطرف حين نزل حتى جلس للناس في الايوان وجاء حكيم بن الحارث الأزدي يمشى نحوه وكان من وجوه الأزد وأشرافهم وكان الحجاج قد استعمله بعد ذلك على بيت المال فقال له أصلحك الله إني كنت منك نائيا حتى تكلمت وإني أقبلت نحوك لأجيبك فوافق ذلك نزولك إنا قد فهمنا ما ذكرت لنا انه عهد إليك فأرشد الله العاهد والمعهود إليه وقد منيت من نفسك
(١٠٦)