الناس وخالد بن عتاب بن ورقاء مسخوط عليه فليس في القوم وجاء شبيب وأصحابه لتقربوا دوابهم وخرجوا يمشون فقال لهم شبيب الهوا عن رميكم ودبوا تحت تراسكم حتى إذا كانت أسنتهم فوقها فأزلقوها صعدا ثم ادخلوا تحتها لتستقلوا فتقطعوا أقدامهم وهى الهزيمة بإذن الله فأقبلوا يدبون إليهم وجاء خالد بن عتاب في شاكريته فدار من وراء عسكرهم فأضرم أخصاصهم بالنار فلما رأوا ضوء النار وسمعوا معمعتها التفتوا فرأوها في بيوتهم فولوا إلى خيلهم وتبعهم الناس وكانت الهزيمة ورضى الحجاج عن خالد وعقد له على قتالهم قال لما قتل شبيب عتابا أراد دخول الكوفة ثانية فأقبل حتى شارفها فوجه إليه الحجاج سيف بن هانئ ورجلا معه ليأتياه بخبر شبيب فأتيا عسكره ففطن بهما فقتل الرجل وأفلت سيف وتبعه رجل من الخوارج فأوثب سيف فرسه ساقية ثم سأل الرجل الأمان على أن يصدقه فآمنه فأخبره أن الحجاج بعثه وصاحبه ليأتياه بخبر شبيب قال فأخبره أنا نأتيه يوم الاثنين فأتى سيف الحجاج فأخبره فقال كذب وماق فلما كان يوم الاثنين توجهوا؟؟ يريدون الكوفة فوجه إليهم الحجاج الحارث بن معاوية الثقفي فلقيه شبيب بزرارة فقتله وهزم أصحابه ودنا من الكوفة فبعث البطين في عشرة فوارس يرتاد له منزلا على شاطئ الفرات في دار الرزق فأقبل البطين وقد وجه الحجاج حواشب بن يزيد في جمع من أهل الكوفة فأخذوا بأفواه السكك فقاتلهم البطين فلم يقو عليهم فبعث إلى شبيب فأمده بفوارس فعقروا فرس حوشب وهزموه ونجا ومضى البطين إلى دار الرزق وعسكر على شاطئ الفرات وأقبل شبيب فنزل دون الحسر فلم يوجه إليه الحجاج أحدا فمضى فنزل السبخة بين الكوفة والفرات فأقام ثلاثا لا يوجه إليه الحجاج أحدا فأشير على الحجاج أن يخرج بنفسه فوجه قتيبة بن مسلم فهيأ له عسكرا ثم رجع فقال وجدت المأتى سهلا فسر على الطائر الميمون فنادى في أهل الكوفة فخرجوا وخرج معه الوجوه حتى نزلوا في ذلك العسكر وتواقفوا وعلى ميمنة شبيب البطين وعلى ميسرته قعنب مولى بنى أبى ربيعة بن ذهن وهو في زهاء مائتين وجعل الحجاج على ميمنته مطر بن ناجية الرياحي وعلى ميسرته خالد بن عتاب بن ورقاء الرياحي في زهاء
(٩٨)