ممتازا عن غيره ممن لا تحركه أوامر الموالى. هذا أصل.
وقد عرفت أن المركب العبادي عبارة عن أجزاء وشرائط في لحاظ الوحدة، ويكون الأمر الداعي إلى نفس المركب داعيا إلى الأجزاء والشرائط لا بداعوية أخرى، بل بداعوية نفس المركب. وهذا أصل آخر.
وإذا عرفتهما نقول: لا إشكال في أن الآتي بالأقل القائل بالبراءة، والآتي بالأكثر القائل بالاشتغال كليهما متحركان بتحريك الأمر المتعلق بالمركب، فإذا سئل منهما ما محرككما في إتيان هذا الموجود الخارجي؟ أجابا قوله - تعالى -: * (أقيموا الصلاة) * (1) وأمثاله، فإتيانهما للأجزاء المعلومة يكون بداعوية الأمر المتعلق بالمركب، من غير فرق بينهما من هذه الجهة أصلا، وإنما يفترقان في أن القائل بالبراءة لا يرى نفسه مكلفا بإتيان الجزء المشكوك فيه، بخلاف القائل بالاشتغال، وهذا لا يصير فارقا فيما هما مشتركان فيه، وهو الإتيان بالأجزاء المعلومة بداعوية الأمر المتعلق بالمركب (2). هذا كله في الأصل العقلي.