بوجوب إكرام أحد مردد بين كونه كوسجا (1) أو ملتحيا يجب الاحتياط عقلا، ولكن لو علم بوجوب إكرام أحد مردد بين مطلق الإنسان والإنسان الرومي، لا يجب إلا إكرام إنسان واحد روميا كان أو غيره، لعدم التقابل بينهما، وعدم كون المتعلق مرددا بين المتباينين (2).
الإشكال الثاني: أن يقال أيضا: إن متعلق التكليف في باب الأقل والأكثر مردد بين المتباينين، فإن المركب الملتئم من الأقل له صورة وحدانية غير صورة المركب الملتئم من الأكثر، فهما صورتان وحدانيتان متباينتان، ويكون التكليف مرددا بين تعلقه بهذا أو ذاك، فلابد من الاحتياط (3).
وفيه: أن ما ذكرنا في كيفية تركيب المركبات الاعتبارية - من أن الأجزاء في لحاظ الوحدة مركب - ليس المقصود منه أن المركب الاعتباري له صورة أخرى وحدانية تكون تلك الصورة نسبتها إلى الأجزاء نسبة المتحصل إلى المحصل، ويكون الأمر متعلقا بالصورة التي هي حقيقة أخرى وراء الأجزاء،