عنه، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة وفضل الأسدي، عن عبد الأعلى مولى بني سام، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال لم يكلف الله العباد المعرفة، ولم يجعل لهم إليها سبيلا (٢).
عنه، عن الحسن بن علي بن الوشاء، عن أبان الأحمر بن عثمان، عن فضل أبي العباس البقباق قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: ﴿كتب في قلوبهم الإيمان﴾ (٣) هل لهم في ذلك صنع؟ قال: لا (٤).
عنه، عن الوشاء، عن أبان الأحمر، عن الحسن بن زياد قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الإيمان هل للعباد فيه صنع؟ قال: لا ولا كرامة، بل هو من الله وفضله (٥).
عنه، عن محمد بن خالد، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن أيوب الحر، عن الحسن بن زياد قال سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: ﴿حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم﴾ (6) هل للعباد بما حبب صنع؟ قال: لا ولا كرامة (7) *.
ألطاف الله تعالى. ولو حملنا الحديث على أن الإيمان أيضا ليس في قدرة العبد - كما يظهر من كلام المصنف في استدلاله بظواهر هذه الأحاديث - بطل فعل العبد وبطل استحقاقه الثواب والعقاب على الإسلام والإيمان. ونعوذ بالله وبرسوله من اعتقاد ذلك!
____________________
* هذا الحديث ينفي بظاهره أن يكون الإيمان من اختيار العباد وكسبهم كما نفيت المعرفة كذلك في غيره، ولا شك أنه قد ثبت التكليف بالإيمان لكل إنسان بالغ عاقل والعقاب على تركه، فيلزم حينئذ التكليف بغير المقدور وبطلانه ظاهر محقق من مذهب الشيعة، فمهما كان