ومن الموردين الشهيد الثاني (قدس سره) في شرح رسالته في دراية الحديث (1) وبعد ما تحيط خبرا بما ذكره المحقق الحلي في تحقيق كلام رئيس الطائفة (قدس سرهما) (2) وبما ذكرناه من زيادات وتوضيحات من قبلنا لا يبقى مجال لهذه الإيرادات.
لا يقال: في مواضع من كتاب من لا يحضره الفقيه ما يدل على القدح في بعض أحاديث كتاب الكافي من جملتها أنه بعد ما ذكر توقيعا من التوقيعات الواردة من الناحية المقدسة في باب الرجل يوصي إلى رجلين قال: هذا التوقيع عندي بخط أبي محمد الحسن بن علي (عليهما السلام). وفي كتاب محمد بن يعقوب الكليني (رحمه الله) رواية خلاف ذلك التوقيع عن الصادق (عليه السلام) (3) ثم قال: لست أفتي بهذا الحديث - مشيرا إلى ما رواه محمد بن يعقوب الكليني عن الصادق (عليه السلام) - بل أفتي بما عندي بخط
____________________
المتأخرين على هذا الاصطلاح من تقسيم الحديث الصحيح والحسن والموثق والضعيف: أنه لما طالت المدة واندرست بعض الأصول لإخفائها من الخوف من حكام الجور والضلال فلم يتيسر لهم تداول انتساخها ووصل إليهم من ذلك الكتب الأربعة المشهورة في هذا الزمان، فالتبست الأحاديث المأخوذة من الأصول المعتمدة والمأخوذة من غير المعتمدة واشتبهت المتكررة في كتب الأصول السابقة بغير المتكررة، وخفي عليهم كثير من تلك الأمور التي كانت يتفق لقدمائها ولم يمكنهم تمييز ما يعتمدون عليه منها، فاحتاجوا إلى قانون تتميز به، فشكر الله سعيهم (4).
هذا ملخص كلامه - قدس الله روحه - وهو عين الواقع وغاية التحقيق. والمصنف ينسب العلماء في هذا التقسيم إلى الإحداث وفعل غير الصواب بل إلى غاية الخطاء!
هذا ملخص كلامه - قدس الله روحه - وهو عين الواقع وغاية التحقيق. والمصنف ينسب العلماء في هذا التقسيم إلى الإحداث وفعل غير الصواب بل إلى غاية الخطاء!