أبي (رحمه الله) قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحجال، عن ثعلبة بن ميمون، عن عبد الأعلى بن أعين قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عمن لم يعرف شيئا هل عليه شيء؟ قال: لا (3).
حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار (رضي الله عنه) عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن فضال، عن داود بن فرقد، عن أبي الحسن زكريا بن يحيى، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما حجب الله علمه عن العباد فهو موضوع عنهم (4).
وفي الكافي - في باب بعد باب البيان والتعريف ولزوم الحجة - محمد بن أبي عبد الله، عن سهل بن زياد، عن علي بن أسباط، عن الحسين بن زيد، عن درست بن أبي منصور، عمن حدثه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ستة أشياء ليس للعباد فيها صنع:
المعرفة والجهل والرضا والغضب والنوم واليقظة (5) *.
وفي الكافي - في باب البيان والتعريف ولزوم الحجة - محمد بن يحيى وغيره، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن أبي عمير، عن محمد بن حكيم قال:
قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): المعرفة من صنع من هي؟ قال: من صنع الله، ليس للعباد
____________________
* هذا الحديث مع زيادة ضعف سنده يدل على أن الله - سبحانه - لو لم يخلق للعبد القوى التي تحصل له بها هذه الحالات التي عددها لم يكن له فيها صنع من نفسه، وذكر الرضا والغضب والنوم واليقظة فيه دلالة واضحة على ما ذكرناه، لأ نها لاشك أنها من أفعال العبد تعرض عند عروض أسبابها، ولا فرق بينها وبين باقي حالات الإنسان من الجوع والعطش والتعب والراحة، وليس لها خصوصية تقتضي تميزها عما ذكرناه. فعلم أن المراد من الحديث ما ذكرناه، لاشتراك الجميع فيه وأن إضافتها إلى الله - سبحانه - ونفيها عن العبد بهذا المعنى. والله أعلم.