وفي الكافي - في باب دعائم الإسلام - عن عيسى بن السري أبي اليسع قال:
قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أخبرني بدعائم الإسلام التي لا يسع أحد التقصير عن معرفة شيء، منها الذي من قصر عن معرفة شيء منها فسد عليه دينه ولم يقبل منه عمله، ومن عرفها وعمل بها صلح له دينه وقبل منه عمله ولم يضق مما هو فيه لجهل شيء من الأمور جهله، فقال: شهادة أن لا إله إلا الله، والإيمان بأن محمدا رسول الله (صلى الله عليه وآله) والإقرار بما جاء به من عند الله، وحق في الأموال الزكاة، والولاية التي أمر الله عز وجل بها ولاية آل محمد (صلى الله عليه وآله). قال: فقلت له هل في الولاية شيء دون شيء فضل يعرف به لمن أخذ به؟ قال: نعم، قال الله عز وجل: ﴿يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم﴾ (2) وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " من مات ولا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية " وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكان عليا (عليه السلام). وقال الآخرون: كان معاوية ثم كان الحسن ثم كان الحسين. وقال الآخرون: يزيد بن معاوية وحسين بن علي ولا سواء (3). قال: ثم سكت ثم قال: أزيدك؟ فقال له حكم الأعور: نعم جعلت فداك!
قال: ثم كان علي بن الحسين ثم كان محمد بن علي أبا جعفر، وكانت الشيعة قبل أن
____________________
* المفهوم من هذا الدعاء أن المسؤول به زيادة المعرفة، لأ نها مما تقبل الزيادة وهذا وأمثاله يرد الدعاء به من الإمام (عليه السلام) أيضا، ولا يدل ذلك على أن المعرفة غير حاصلة للداعي ويسأل أصل حصولها له بالدعاء في ذلك الوقت. وأيضا فإن الشيطان رغبته في فساد العبادة وتعطيلها، فإن لم تدرك العبد عناية الله - سبحانه - ويدفع عنه الشيطان عند هذه المطالب لا يتيسر له تحصيلها ولا ثباتها إن حصلت، فمعنى " عرفني نفسك " - والله أعلم - ثبت معرفتي بك وزدني بها يقينا عما عندي بإزاحة ما يصدني عن ذلك من وسوسة الشيطان وتعرضه لي؛ وكذا القول في الباقي. وباب التأويل واسع إذا احتاج الأمر إليه.