المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وأبو نعيم في الحلية وصححه وابن مردويه والبيهقي عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قوله (ويسقى من ماء صديد يتجرعه) قال: يقرب إليه فيتكرهه، فإذا دنا منه شوى وجهه، ووقعت فروة رأسه، فإذا شربه قطع أمعاءه حتى تخرج من دبره. يقول الله تعالى - وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم - وقال - وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوى الوجوه -. وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس في قوله (من ماء صديد) قال: يسيل من جلد الكافر ولحمه. وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن عكرمة قال (من ماء صديد) هو القيح والدم. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله (ويأتيه الموت من كل مكان) قال: أنواع العذاب، وليس منها نوع إلا الموت يأتيه منه لو كان يموت، ولكنه لا يموت لأن الله يقول - لا يقضى عليهم فيموتوا -.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ميمون بن مهران (ويأتيه الموت من كل مكان) قال: من كل عظم وعرق وعصب. وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن محمد بن كعب نحوه. وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن إبراهيم التيمي قال: من موضع كل شعرة في جسده (ومن ورائه عذاب غليظ) قال: الخلود.
وأخرج ابن المنذر عن الفضيل بن عياض (ومن ورائه عذاب غليظ) قال: حبس الأنفاس. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله (مثل الذين كفروا بربهم) الآية قال: مثل الذين عبدوا غيره فأعمالهم يوم القيامة كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون على شئ من أعمالهم ينفعهم كما لا يقدر على الرماد إذا أرسل في يوم عاصف.
سورة إبراهيم الآية (19 - 23) قوله (ألم تر أن الله خلق السماوات والأرض بالحق) الرؤية هنا هي القلبية. والخطاب لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تعريضا لأمته، أو الخطاب لكل من يصلح له. وقرأ حمزة والكسائي " خالق السماوات " ومعنى بالحق: بالوجه الصحيح الذي يحق أن يخلقها عليه ليستدل بها على كمال قدرته. ثم بين كمال قدرته سبحانه واستغناءه عن كل واحد من خلقه فقال (إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد) فيعدم الموجودين ويوجد المعدومين