القراءة الأولى أبو عبيد مستدلا بما روى عن ابن مسعود أنه قال: إن قريشا زعموا أن الملائكة إناث فذكروهم أنتم.
وطيبين فيه أقوال: طاهرين من الشرك، أو الصالحين، أو زاكية أفعالهم وأقوالهم، أو طيبين الأنفس ثقة بما يلقونه من ثواب الله، أو طيبة نفوسهم بالرجوع إلى الله، أو طيبين الوفاة: أي هي عليهم سهلة لا صعوبة فيها، وجملة (يقولون سلام عليكم) في محل نصب على الحال من الملائكة: أي قائلين سلام عليكم، ومعناه يحتمل وجهين:
أحدهما أن يكون السلام إنذارا لهم بالوفاة. الثاني أن يكون تبشيرا لهم بالجنة لأن السلام أمان. وقيل إن الملائكة يقولون: السلام عليك ولى الله إن الله يقرأ عليك السلام (ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون) أي بسبب عملكم، قيل يحتمل هذا وجهين: الأول أن يكون تبشيرا بدخول الجنة عند الموت، الثاني أن يقولوا ذلك لهم في الآخرة. ولا ينافي هذا دخول الجنة بالتفضل كما في الحديث الصحيح " سددوا وقاربوا واعلموا أنه لن يدخل أحد الجنة بعمله قيل ولا أنت يا رسول الله؟ قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته " وقد قدمنا البحث عن هذا.
وقد أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله (وقيل للذين اتقوا) قال:
هؤلاء المؤمنون، يقال لهم (ماذا أنزل ربكم) فيقولون (خيرا للذين أحسنوا) أي آمنوا بالله وكتبه وأمروا بطاعته وحثوا عباد الله على الخير ودعوهم إليه. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله (الذين تتوفاهم الملائكة طيبين) قال: أحياء وأمواتا قدر الله لهم ذلك.
سورة النحل الآية (33 - 40) قوله (هل ينظرون) الآية هذا جواب شبهة أخرى لمنكري النبوة، فإنهم طلبوا من النبي صلى الله عليه وآله وسلم