وجها وجيها، إذ لا يخفى أن سبب الخيار إنما هو ظهور هذه العيوب المذكورة، كما تنادي به الأخبار المتقدمة (1) ولا أعرف له سببا غير الظهور، فكيف يتم قوله، إن الظهور متأخر عن سبب الخيار، ويترتب على ذلك ما ذكره من حصول الخيار له، لتقدم سببه على سبب العتق، وبالجملة فإني لا أعرف لما ذكره (قدس سره) وجها ولعله لضعف فهمي القاصر.
ويمكن أن يجاب بأن الانعتاق بالجذام ونحوه، إنما هو في الملك المستقر الذي لا يتعقبه خيار ولا فسخ، وما نحن فيه ليس كذلك، فإنه مراعى بمضي السنة سالما من العيوب المذكورة، إذ مع ظهورها في هذه المدة فله رده، فهو غير مستقر، وملخص البحث أن هذه الروايات مع كثرتها وصحة بعضها صريحة في الرد بهذه العيوب التي من جملتها الجذام، وقد اتفقت على الرد به، على أن ما ذكره من الخيار في الصورة المذكورة سيأتي انشاء الله تعالى في المقام ما فيه.
ما روى في الانعتاق بالجذام إنما هو رواية السكوني (2) وإن كان ظاهرهم الاتفاق على القول بها، وهي تضعف عن معارضة هذه الأخبار لو تثبت المعارضة والمنافات، فالواجب هو العمل بهذه الأخبار وحمل رواية السكوني على استقرار الملك.