على معنى الاختصاص غير أنها إذا أضيفت تصح أن يكون فعلا إلى ما يصح أن يكون فاعلا فالإضافة بمعنى إضافة الفعل إلى الفاعل نحو " إن قام زيد " ويجوز أن يكون على معنى المفعول بقرينة ككلام زيد ونحوه. وقوله:
" لو أن لهم ما في الأرض جميعا " يدل على أنه ليس لهم ما في الأرض جميعا، لأنه لو كان لهم لكان الأبلغ أن يقال يسلبون النعمة به من غير فدية تسقط عنهم شيئا من العقوبة. وقوله: " يريدون أن يخرجوا من النار " في معناه ثلاثة أقوال:
أحدها - قال أبو علي معناه يتمنون أن يخرجوا منها فجعل الإرادة ههنا تمنيا.
وقال الحسن معناه الإرادة على الحقيقة، لأنه قال كلما رفعتهم النار بلهبها رجوا أن يخرجوا منها، وهو قوله: " كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها " (1). وقال بعضهم معناه يكادون أن يخرجوا منها، إذا رفعتهم بلهبها كما قال - عز وجل - " جدارا يريد أن ينقض " (2) أي يكاد ويقارب.
فان قيل كيف يجوز أن يريدوا الخروج من النار مع علمهم بأنهم لا يخرجون؟ قلنا: لان العلم بأن الشئ لا يكون لا يصرف عن إرادته.
كما أن العلم بأنه يكون لا يصرف عن إرادته وإنما يدعو إلى الإرادة حسنها أو الحاجة إليها كما أن المراد بهذه المنزلة. فان قيل: هل يجوز أن يطمعوا في الخروج من النار كما قال الحسن قلنا الخروج منها إلى غير عذاب يجري مجرى عذابها فلا يجوز لعلمهم بأن العذاب دائم لا يفتر عنهم فإن كان معه العلم بأنهم لا يخرجون منها لم يجز أن يطمعوا في الخروج، لان العلم ينافي