وهو مبتد أو خبره محذوف أي أيم الله قسمي وأصله أيمن الله فالهمزة حينئذ همزة قطع لكنها لكثرة الاستعمال خففت فوصلت وحكى فيها لغات أيمن الله مثلثة النون ومن الله مختصرة من الأولى مثلثة النون أيضا وأيم الله كذلك ومن الله كذلك وبكسر الهمزة أيضا وأم الله قال ابن مالك وليس الميم بدلا من الواو ولا أصلها من خلافا لمن زعم ذلك ولا أيمن جمع يمين خلافا للكوفيين وسيأتي تمام هذا في كتاب الايمان والنذور (قوله الا ربا) أي زاد وقوله من أسفلها أي الموضع الذي أخذت منه (قوله فنظر أبو بكر فإذا شئ أو أكثر) والتقدير فإذا هي شئ أي قدر الذي كان كذا عند المصنف هنا ووقع في الصلاة فإذا هي أي الجفنة كما هي أي كما كانت أولا أو أكثر وكذلك في رواية مسلم والإسماعيلي وهو الصواب (قوله يا أخت بني فراس) زاد في الصلاة ما هذا وخاطب أبو بكر بذلك امرأته أم رومان وبنو فراس بكسر الفاء وتخفيف الراء وآخره مهملة ابن غنم بن مالك بن كنانة وقال النووي التقدير يا من هي من بني فراس وفيه نظر والعرب تطلق على من كان منتسبا إلى قبيلة انه أخوهم كما تقدم في العلم ضمام أخو بني سعد بن بكر وقد تقدم أن أم رومان من ذرية الحرث بن غنم وهو أخو فراس بن غنم فلعل أبا بكر نسبها إلى بني فراس لكونهم أشهر من بني الحرث ويقع في النسب كثيرا من ذلك وينسبون أحيانا إلى أخي جدهم أو المعنى يا أخت القوم المنتسبين إلى بني فراس ولا شك ان الحرث أخو فراس فأولاد كل منهما اخوة للآخرين لكونهم في درجتهم وحكى عياض انه قيل في أم رومان انها من بني فراس ابن غنم لا من بني الحرث وعلى هذا فلا حاجة إلى هذا التأويل ولم أر في كتاب ابن سعد لها نسبا الا إلى بني الحرث بن غنم ساق لها نسبين مختلفين فالله أعلم (قوله قالت لا وقرة عيني) قرة العين يعبر بها عن المسرة ورؤية ما يحبه الانسان ويوافقه يقال ذلك لان عينه قرت أي سكنت حركتها من التلفت لحصول فرضها فلا تستشرف لشئ آخر فكأنه مأخوذ من القرار وقيل معناه أنام الله عينك وهو يرجع إلى هذا وقيل بل هو مأخوذ من القر وهو البرد أي أن عينه باردة لسروره ولهذا قيل دمعة السرور باردة ودمعة الحزن حارة ومن ثم قيل في ضده أسخن الله عينه وانما حلفت أم رومان بذلك لما وقع عندها من السرور بالكرامة التي حصلت لهم ببركة الصديق رضي الله عنه وزعم الداودي انها أرادت بقرة عينها النبي صلى الله عليه وسلم فأقسمت به وفيه بعد ولا في قوله لا وقره عيني زائدة أو نافية على حذف تقديره لا شئ غير ما أقول (قوله لهي) أي الجفنة أو البقية (أكثر مما قبل) كذا هنا وفي رواية مسلم أكثر منها قبل وهو أوجه وأكثر للأكثر بالمثلثة ولبعضهم بالموحدة (قوله فأكل منها أبو بكر وقال انما كان الشيطان يعني يمينه) كذا هنا وفيه حذف تقديره وانما كان الشيطان الحامل على ذلك يعني الحامل على يمينه التي حلفها في قوله والله لا أطعمه ووقع عند مسلم والإسماعيلي وانما كان ذلك من الشيطان يعني يمينه وهو أوجه وأبعد من قال الضمير في قوله هذه اللقمة التي أكل أي هذه اللقمة لقمع الشيطان وارغامه لأنه قصد بتزيينه له اليمين ايقاع الوحشة بينه وبين أضيافه فأخزاه أبو بكر بالحنث الذي هو خير وظاهر هذا السياق مخالف لرواية الجريري فقال عياض في هذا السياق خطأ وتقديم وتأخير ثم ذكر ما حاصله أن الصواب ما في رواية الجريري وهو ان رواية سليمان التيمي هذه تقتضي أن سبب أكل أبي بكر من الطعام ما رآه من البركة فيه فرغب في الاكل منه وأعرض عن يمينه التي حلف
(٤٤٠)