أتى المدراس وقوله أسلموا تسلموا من الجناس الحسن لسهولة لفظه وعدم تكلفه وقد تقدم نظيره في كتاب هرقل أسلم تسلم وقوله اعلموا جملة مستأنفة كأنهم قالوا في جواب قوله أسلموا لم قلت هذا وكررته فقال اعلموا اني أريد أن أجليكم فان أسلمتم سلمتم من ذلك ومما هو أشق منه وقولهم (3) قد بلغت كلمة مكر ومداجاة ليدافعوه بما يوهمه ظاهرها ولذلك قال صلى الله عليه وسلم ذلك أريد أي التبليغ (قوله فمن يجد منكم بماله) من الوجدان أي يجد مشتريا أو من الوجد اي المحبة أي يحبه والغرض ان منهم من يشق عليه فراق شئ من ماله مما يعسر تحويله فقد أذن له في بيعه * ثانيهما حديث ابن عباس فيما قال النبي صلى الله عليه وسلم عند وفاته والغرض منه قوله أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ووقع في رواية الجرجاني أخرجوا اليهود والأول أثبت (قوله حدثنا محمد حدثنا ابن عيينة) محمد هذا هو ابن سلام وقد تقدم في كتاب الوضوء في حديث آخر حدثنا محمد بن سلام حدثنا ابن عيينة وسيأتي الكلام على شرح المتن في الوفاة آخر المغازي إن شاء الله تعالى قال الطبري فيه أن على الامام اخراج كل من دان بغير دين الاسلام من كل بلد غلب عليها المسلمون عنوة إذا لم يكن بالمسلمين ضرورة إليهم كعمل الأرض ونحو ذلك وعلى ذلك أقر عمر من أقر بالسواد والشام وزعم أن ذلك لا يختص بجزيرة العرب بل يلتحق بها ما كان على حكمها (قوله باب إذا غدر المشركون بالمسلمين هل يعفى عنهم) ذكر فيه حديث أبي هريرة في قصة اليهود في سم الشاة بعد فتح خيبر وسيأتي الكلام عليه مستوفى في المغازي ولم يجزم البخاري بالحكم إشارة إلى ما وقع من الاختلاف في معاقبة المرأة التي أهدت السم وسيأتي بسطه هناك إن شاء الله تعالى (قوله باب دعاء الامام على من نكث عهدا) ذكر فيه حديث أنس في القنوت وقد سبق شرحه مستوفى في كتاب الوتر * وقوله حدثنا ثابت بن يزيد أوله تحتانية ووهم من قال فيه زيد بغير ياء وعاصم شيخه هو الأحول والاسناد كله بصريون (قوله باب أمان النساء وجوارهن) الجوار بكسر الجيم وضمها المجاورة والمراد هنا الإجارة
(١٩٥)