غروبها (قوله في سبيل الله) أي الجهاد (قوله وقاب قوس أحدكم) أي قدره وألقاب بتخفيف القاف وآخره موحدة معناه القدر وكذلك القيد بكسر القاف بعدها تحتانية ساكنة ثم دال وبالموحدة بدل الدال وقيل ألقاب ما بين مقبض القوس وسيته وقيل ما بين الوتر والقوس وقيل المراد بالقوس هنا الذراع الذي يقاس به وكأن المعنى بيان فضل قدر الذراع من الجنة (قوله عن أنس) في رواية أبي إسحاق عن حميد سمعت أنس بن مالك وهو في الباب الذي يليه والاسناد كله بصريون (قوله لغدوة) في رواية الكشميهني الغدوة بزيادة ألف في أوله بصيغة التعريف والأول أشهر واللام للقسم (قوله خير من الدنيا وما فيها) قال ابن دقيق العيد يحتمل وجهين أحدهما أن يكون من باب تنزيل المغيب منزلة المحسوس تحقيقا له في النفس لكون الدنيا محسوسة في النفس مستعظمة في الطباع فلذلك وقعت المفاضلة بها والا فمن المعلوم ان جميع ما في الدنيا لا يساوي ذرة مما في الجنة والثاني ان المراد أن هذا القدر من الثواب خير من الثواب الذي يحصل لمن لو حصلت له الدنيا كلها لأنفقها في طاعة الله تعالى (قلت) ويؤيد هذا الثاني ما رواه ابن المبارك في كتاب الجهاد من مرسل الحسن قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشا فيهم عبد الله بن رواحة فتأخر ليشهد الصلاة مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لو أنفقت ما في الأرض ما أدركت فضل غدوتهم والحاصل أن المراد تسهيل أمر الدنيا وتعظيم أمر الجهاد وأن من حصل له من الجنة قدر سوط يصير كأنه حصل له أمر عظم من جميع ما في الدنيا فكيف بمن حصل منها أعلى الدرجات والنكتة في ذلك ان سبب التأخير عن الجهاد الميل إلى سبب من أسباب الدنيا فنبه هذا المتأخر ان هذا القدر اليسير من الجنة أفضل من جميع ما في الدنيا (قوله عن عبد الرحمن بن أبي عمرة) هو الأنصاري والاسناد كله مدنيون (قوله لقاب قوس في الجنة) في حديث أنس في الباب الذي يليه لقاب قوس أحدكم وهو المطابق لترجمة هذا الباب (قوله خير مما تطلع عليه الشمس وتغرب) هو المراد بقوله في الذي قبله خير من الدنيا وما فيها (قوله حدثنا سفيان) هو الثوري (قوله عن أبي حازم) هو ابن دينار (قوله الروحة والغدوة في سبيل الله أفضل) في رواية مسلم من طريق وكيع عن سفيان غدوة أو روحة في سبيل الله خير من الدنيا والمعنى واحد وفي الطبراني من طريق أبي غسان عن أبي حازم لروحة بزيادة لام القسم (قوله * الحور العين وصفتهن *) كذا لأبي ذر بغير باب وثبت لغيره ووقع عند بن بطال باب نزول الحور العين الخ ولم أره لغيره (قوله يحار فيها الطرف) أي يتحير قال ابن التين هذا يشعر بأنه رأى أن اشتقاق الحور من الحيرة وليس كذلك فان الحور بالواو والحيرة بالياء وأما قول الشاعر * حوراء عيناء من العين الحير * فهو للاتباع (قلت) لعل البخاري لم يرد الاشتقاق الأصغر (قوله شديدة سواد العين شديدة بياض العين) كأنه يريد تفسير العين والعين بالكسر جمع عيناء وهي الواسعة العين الشديدة السواد والبياض قاله أبو عبيدة (قوله وزوجناهم بحور أنكحناهم) هو تفسير أبي عبيدة ولفظه زوجناهم أي جعلناهم أزواجا أي اثنين اثنين كما تقول زوجت النعل بالنعل وقال في موضع آخر أي جعلنا ذكران أهل الجنة أزواجا بحور من النساء وتعقب بان زوج لا يتعدى بالباء قاله الإسماعيلي وغيره وفيه نظر لان صاحب المحكم حكاه لكن قال إنه قليل والله أعلم (قوله حدثنا عبد الله بن محمد) هو
(١١)