لما تأهبوا باتوا ليلة السبت على سفر اعتدوا به من جملة أيام السفر والله أعلم (قوله باب الخروج في رمضان) ذكر فيه حديث ابن عباس في ذلك وقد مضى شرحه في كتاب الصيام وأراد به رفع وهم من يتوهم كراهة ذلك (قوله باب التوديع عند السفر) أي أعم من أن يكون من المسافر للمقيم أو عكسه وحديث الباب ظاهر للأول ويؤخذ الثاني منه بطريق الأولى وهو الأكثر في الوقوع (قوله وقال ابن وهب إلى آخره) وصله النسائي والإسماعيلي من طريقه وسيأتي موصولا للمصنف من وجه آخر ويأتي شرحه هناك بعد اثنين وأربعين بابا وفيه تسمية من أبهم في هذا (قوله باب السمع والطاعة للامام) زاد في رواية الكشميهني ما لم يأمر بمعصية والاطلاق محمول عليه كما هو في نص الحديث ثم ساق حديث ابن عمر في ذلك من وجهين وساقه على لفظ الرواية الثانية وسيأتي الكلام عليه في كتاب الأحكام إن شاء الله تعالى وساقه هنا بلفظ الرواية الأولى وقيد الترجمة هناك بما وقع هنا في رواية الكشميهني وقوله فلا سمع ولا طاعة بالفتح فيهما والمراد نفي الحقيقة الشرعية لا الوجودية (قوله باب يقاتل من وراء الامام ويتقى به) يقاتل بفتح المثناة ولم يزد البخار على لفظ الحديث والمراد به المقاتلة للدفع عن الامام سواء كان ذلك من خلفه حقيقة أو قدامه ووراء يطلق على المعنيين (قوله نحن الآخرون السابقون) وبهذا الاسناد من أطاعني فقد أطاع الله الحديث الجملة الأولى طرف من حديث سبق بيانه في كتاب الجمعة وسبق في الطهارة ان عادته في ايراد هذه النسخة وهي شعيب عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة ان يصدر بأول حديث فيها ويعطف الباقي عليه لكونه سمعها هكذا وأن مسلما في نسخة معمر عن همام عن أبي هريرة سلك طريقا نحو هذه فإنه يقول في أول كل حديث منها فذكر أحاديث منها وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيت وكيت وتكلف ابن المنير فقال وجه مطابقة الترجمة لقوله نحن الآخرون السابقون الإشارة إلى أنه الامام وانه يجب على كل أحد ان يقاتل عنه وينصره لأنه وان تأخر في الزمان لكنه متقدم في أخذ العهد على كل من تقدمه انه ان أدرك زمانه أن يؤمن به وينصره فهم في الصورة امامه وفي الحقيقة خلفه فناسب ذلك قوله يقاتل من ورائه لأنه أعم من أن يراد بها الخلف أو الامام وقوله فيه وان قال بغيره فان عليه منه كذا هنا قيل استعمل القول بمعنى الفعل حيث قال فان قال بغيره كذا قال بعض الشراح وليس بظاهر فإنه قسيم قوله فان أمر فيحمل على أن المراد وان أمر والتعبير عن الامر بالقول لا أشكال فيه وقيل معنى قال هنا حكم ثم قيل إنه مشتق من القيل بفتح القاف وسكون التحتانية وهو الملك الذي ينفذ حكمه بلغة حمير وقوله فان عليه منه أي وزرا وحذف في هذه الرواية على طريق الاكتفاء لدلالة مقابله عليه وقد ثبت في غير هذه الرواية كما سيأتي إن شاء الله تعالى ويحتمل أن يكون من في قوله فان عليه منه تبعيضية أي فان عليه بعض ما يقول وفي رواية أبي زيد المروزي منه بضم الميم وتشديد النون بعدها هاء تأنيث وهو تصحيف بلا ريب وبالأول جزم
(٨٢)