أن تسرج) في رواية موسى فلا تسرج حتى يقرأ القرآن (قوله ولا يأكل الا من عمل يده) تقدم شرحه في أوائل البيوع وان فيه دليلا على أنه أفضل المكاسب وقد استدل به على مشروعية الإجارة من جهة ان عمل اليد أعم من أن يكون للغير أو للنفس والذي يظهر ان الذي كان يعمله داود بيده هو نسج الدروع وألان الله له الحديد فكان ينسج الدروع ويبيعها ولا يأكل الا من ثمن ذلك مع كونه كان من كبار الملوك قال الله تعالى وشددنا ملكه وفي حديث الباب أيضا ما يدل على ذلك وانه مع سعته بحيث انه كان له دواب تسرج إذا أراد ان يركب ويتولى خدمتها غيره ومع ذلك كان يتورع ولا يأكل الا مما يعمل بيده (قوله رواه موسى بن عقبة عن صفوان بن سليم الخ) وصله المصنف في كتاب خلق أفعال العباد عن أحمد بن أبي عمرو عن أبيه وهو حفص بن عبد الله عن إبراهيم بن طهمان عن موسى بن عقبة * الحديث الثاني والثالث حديث عبد الله بن عمرو بن العاص في مراجعة النبي صلى الله عليه وسلم له في قيام الليل وصيام النهار أورده من طريقين وقد تقدم في صلاة الليل والغرض منه قوله صيام داود (قوله باب أحب الصلاة إلى الله صلاة دواد الخ) يشير إلى الحديث المذكور قبله (قوله قال علي هو قول عائشة ما ألفاه السحر عندي الا نائما) هكذا وقع في رواية المستملي والكشميهني وأما غيرهما فذكر الطريق الثالثة مضمومة إلى ما قبله دون الباب ودون قول علي ولم أره منسوبا وأظنه علي بن المديني شيخ البخاري وأراد بذلك بيان المراد بقوله وينام سدسه أي السدس الأخير وكأنه قال يوافق ذلك حديث عائشة ما ألفاه بالفاء أي وجده والضمير للنبي صلى الله عليه وسلم والسحر الفاعل أي لم يجئ السحر والنبي صلى الله عليه وسلم عندي الا وجده نائما كما تقدم بيان ذلك في قيام الليل (قوله باب واذكر عبدنا داود ذا الأيد انه أواب إلى قوله وفصل الخطاب) الأيد القوة وكان داود موصوفا بفرط الشجاعة والأواب يأتي تفسيره قريبا (قوله قال مجاهد الفهم في القضاء) أي المراد بفصل الخطاب وروى ابن أبي حاتم من طريق أبي بشر عن مجاهد قال الحكمة الصواب ومن طريق ليث عن مجاهد فصل الخطاب إصابة القضاء وفهمه ومن طريق ابن جريج عن مجاهد قال فصل الخطاب العدل في الحكم وما قال من شئ أنفذه وقال الشعبي فصل الخطاب قوله أما بعد وفي ذلك حديث مسند من طريق بلال بن أبي بردة عن أبيه عن جده قال أول ما قال أما بعد داود النبي صلى الله عليه وسلم وهو فصل الخطاب أخرجه ابن أبي حاتم وذكر عن ابن جرير باسناد صحيح عن الشعبي مثله وروى ابن أبي حاتم من طريق شريح قال فصل
(٣٢٧)