مكانه وتورع ابنه الحسن بن عبد العزيز عن ذلك فيقال ان عليا كتب إلى أخيه الحسن اني استطيبت لك من مال أبيك مائة ألف دينار فخذها فقال أنا تركت الكثير من ماله لأنه لم يطب لي فكيف آخذ هذا القليل وقد روى البخاري في هذا الصحيح عن الحسن بن عبد العزيز هذا (قوله باب قول الله تعالى والى مدين أخاهم شعيبا) هو شعيب بن ميكيل بن يشجر ابن لاوي بن يعقوب كذا قال ابن إسحاق ولا يثبت وقيل يشجر بن عنقا بن مدين بن إبراهيم وقيل هو شعيب بن صفور بن عنقا بن ثابت بن مدين وكان مدين ممن آمن بإبراهيم لما أحرق وروى ابن حبان في حديث أبي ذر الطويل أربعة من العرب هود وصالح وشعيب ومحمد فعلى هذا هو من العرب العاربة وقيل إنه من بني عنزة بن أسد ففي حديث سلمة بن سعيد العنزي أنه قدم على النبي صلى الله عليه وسلم فانتسب إلى عنزة فقال نعم الحي عنزة مبغي عليهم منصورون رهط شعيب وأختان موسى أخرجه الطبراني وفي اسناده مجاهيل (قوله إلى أهل مدين) لان مدين بلد ومثله واسأل القرية واسال العير يعني أهل القرية وأهل العير هو قول أبي عبيدة قاله في تفسير سورة هود (قوله وراءكم ظهريا لم يلتفتوا إليه) ويقال إذا لم تقض حاجته ظهرت حاجتي وجعلتني ظهريا قال الظهري أن تأخذ معك دابة أو وعاء تستظهر به) قال أبو عبيدة في قوله وراءكم ظهريا أي ألقيتموه خلف ظهوركم فلم تلتفتوا إليه وتقول للذي لا يقضي حاجتك ولا يلتفت إليها ظهرت بحاجتي وجعلتها ظهرية أي خلف ظهرك قال الشاعر (وجدنا بني البرصاء من ولد الظهر * أي من الذين يظهرون بهم ولا يلتفتون إليهم (قوله مكانتهم ومكانهم واحد) هكذا وقع وانما هو في قصة شعيب مكانتكم في قوله ويا قوم اعملوا على مكانتكم ثم هو قول أبي عبيدة قال في تفسير سورة يس في قوله مكانتهم المكان والمكانة واحد (قوله يغنوا يعيشوا) قال أبو عبيدة في قوله تعالى كأن لم يغنوا فيها أي لم ينزلوا فيها ولم يعيشوا فيها قال والمغنى الدار الجمع مغاني يغني بالغين المعجمة (قوله تأس تحزن آسي أحزن) قال أبو عبيدة في قوله فكيف آسى أي أحزن وأندم وأتوجع والمصدر الأسي وأما قوله تأس تحزن فهو من قوله تعالى لموسى فلا تأس على القوم الفاسقين وذكره المصنف هنا استطراد (قوله وقال الحسن انك لانت الحليم الرشيد يستهزئون به) وصله ابن أبي حاتم من طريق أبي المليح عن الحسن البصري بهذا وأراد الحسن انهم قالوا له ذلك على سبيل الاستعارة التهكمية ومرادهم عكس ذلك (قوله وقال مجاهد ليكة الأيكة يوم الظلة اظلال العذاب عليهم) وصله ابن أبي حاتم من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله كذب أصحاب ليكة كذا قرأها وهي قراءة أهل مكة ابن كثير وغيره وفي قوله عذاب يوم الظلة قال اظلال العذاب إياهم * (تنبيه) * لم يذكر المصنف في قصة شعيب سوى هذه الآثار وهي للكشميهني والمستملي فقط وقد ذكر الله تعالى قصته في الأعراف وهود والشعراء والعنكبوت وغيرها وجاء عن قتادة انه أرسل إلى أمتين أصحاب مدين وأصحاب الأيكة ورجح بأنه وصف في أصحاب مدين بأنه أخوهم بخلاف أصحاب الأيكة وقال في أصحاب مدين أخذتهم الرجفة والصيحة وفي أصحاب الأيكة أخذهم عذاب يوم الظلة والجمهور على أن أصحاب مدين هم أصحاب الأيكة وأجابوا عن ترك ذكر الاخوة في أصحاب الأيكة بأنه لما كانوا يعبدون الأيكة ووقع في صدر الكلام بأنهم أصحاب الأيكة ناسب ان لا يذكر الاخوة وعن الثاني
(٣٢٣)