الوليمة وقوله فرفعت إليه الذراع أي ذراع الشاة وسيأتي بيان ذلك في الأطعمة (قوله فنهس) بنون ومهملة أي أخذ منها بأطراف أسنانه ووقع في رواية أبى در بالمعجمة وهو قريب من المهملة (قوله أنا سيد الناس يوم القيامة) خصه بالذكر لظهور ذلك له يومئذ حيث تكون الأنبياء كلهم تحت لوائه ويبعثه الله المقام المحمود كما سيأتي بيانه في الرقاق مع تتمة شرح الحديث إن شاء الله تعالى والغرض منه هنا قوله فيقولون يا نوح أنت أول الرسل إلى أهل الأرض وسماك الله عبدا شكورا فأما كونه أول الرسل فقد استشكل بأن آدم كان نبيا وبالضرورة تعلم أنه كان على شريعة من العبادة وان أولاده أخذوا ذلك عنه فعلى هذا فهو رسول إليهم فيكون هو أول رسول فيحتمل أن تكون الأولية في قول أهل الموقف لنوح مقيده بقولهم إلى أهل الأرض لأنه في زمن آدم لم يكن للأرض أهل أو لان رسالة آدم إلى بنيه كانت كالتربية للأولاد ويحتمل أن يكون المراد انه رسول أرسل إلى بنيه وغيرهم من الأمم الذين أرسل إليهم مع تفرقهم في عدة بلاد وآدم انما أرسل إلى بنيه فقط وكانوا مجتمعين في بلدة واحدة واستشكله بعضهم بإدريس ولا يرد لأنه اختلف في كونه جد نوح كما تقدم وقد تقدم شئ من هذا في أول كتاب التيمم فيما يتعلق بخصوصية نبينا بعموم البعثة عليه وعلى جميع الأنبياء الصلاة والسلام وأما قولهم وسماك الله عبدا شكورا فإشارة إلى قوله تعالى انه كان عبدا شكورا وروى عبد الرزاق بسند مقطوع ان نوحا كان إذا ذهب إلى الغائط قال الحمد لله الذي رزقني لذته وأبقى في قوته واذهب عني اذاه * الخامس حديث ابن مسعود في قراءة فهل من مدكر وسيأتي في تفسير اقتربت (قوله باب وان الياس لمن المرسلين إذ قال لقومه الا تتقون إلى وتركنا عليه في الآخرين) سقط لفظ باب من رواية أبي ذر وكأن المصنف رجح عنده كون إدريس ليس من أجداد نوح فلهذا ذكره بعده وسأذكر ما في ذلك في الباب الذي يليه والياس بهمزة قطع وهو اسم عبراني وأما قوله تعالى سلام على الياسين فقرأه الأكثر بصورة الاسم المذكور وزيادة ياء ونون في آخره وقرأ أهل المدينة آل ياسين بفصل آل من ياسين وكان بعضهم يتأول ان المراد سلام على آل محمد صلى الله عليه وسلم وهو بعيد ويؤيد الأول أن الله تعالى انما أخبر في كل موضع ذكر فيه نبيا من الأنبياء في هذه السورة بان السلام عليه فكذلك السلام في هذا الموضع على الياس المبدأ بذكره وانما زيدت فيه الياء والنون كما قالوا في إدريس ادراسين والله أعلم (قوله قال ابن عباس) وصله ابن جرير من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى سلام على الياسين يذكر بخير (قوله ويذكر عن ابن مسعود وابن عباس ان الياس هو إدريس) أما قول ابن مسعود فوصله عبد بن حميد وابن أبي حاتم باسناد حسن عنه قال الياس هو إدريس ويعقوب هو إسرائيل وأما قول ابن عباس فوصله جويبير في تفسيره عن الضحاك عنه واسناده ضعيف ولهذا لم يجزم به البخاري وقد أخذ أبو بكر بن العربي من هذا أن إدريس لم يكن جدا لنوح وانما هو من بني إسرائيل لان
(٢٦٥)