ويكون مشتغلا بخويصة عمله وقال ابن الجوزي المعنى انه خامل الذكر لا يقصد السمو فان اتفق له السير سار فكأنه قال إن كان في الحراسة استمر فيها وإن كان في الساقة استمر فيها (قوله إن استأذن لم يؤذن له وان شفع لم يشفع) فيه ترك حب الرياسة والشهرة وفضل الخمول والتواضع وسيأتي مزيد لذلك في كتاب الرقاق إن شاء الله تعالى (قوله فتعسا كأنه يقول فأتعسهم الله) وقع هذا في رواية المستملى وهي على عادة البخاري في شرح اللفظة التي توافق ما في القرآن بتفسيرها وهكذا قال أهل التفسير في قوله تعالى والذين كفروا فتعسا لهم (قوله طوبى فعلى من كل شئ طيب وهي ياء حولت إلى الواو وهو من يطيب) كذا في رواية المستملي أيضا والقول فيه كالقول في الذي قبله وقال غيره المراد الدعاء له بالجنة لان طوبى أشهر شجرها وأطيبه فدعا له ان ينالها ودخول الجنة ملزوم نيلها * (تكميل) * ورد في فضل الحراسة عدة أحاديث ليست على شرط البخاري منها حديث عثمان مرفوعا حرس ليلة في سبيل الله خير من ألف ليلة يقام ليلها ويصام نهارها أخرجه ابن ماجة والحاكم وحديث سهل بن معاذ عن أبيه مرفوعا من حرس وراء المسلمين متطوعا لم ير النار بعينه الا تحلة القسم أخرجه أحمد وحديث أبي ريحانة مرفوعا حرمت النار على عين سهرت في سبيل الله أخرجه النسائي ونحوه للترمذي عن ابن عباس وللطبراني من حديث معاوية بن حيدة ولأبي يعلى من حديث أنس واسنادها حسن وللحاكم عن أبي هريرة نحوه (قوله باب الخدمة في الغزو) أي فضلها سواء كانت من صغير لكبير أو عكسه أو مع المساواة وأحاديث الباب الثلاثة يؤخذ منها حكم هذه الأقسام وثلاثتها عن أنس * الأول (قوله حدثنا محمد بن عرعرة) بمهملتين وقد ذكر الطبراني في الأوسط انه تفرد به عن شعبة وهو من كبار شيوخ البخاري ممن روى عنه الباقون بواسطة (قوله صحبت جرير بن عبد الله) في رواية مسلم عن نصر بن علي عن محمد بن عرعرة خرجت مع جرير بن عبد الله البجلي في سفر (قوله فكان يخدمني وهو أكبر من أنس) فيه التفات أو تجريد لأنه قال من أنس ولم يقل مني وفي رواية مسلم عن محمد بن المثنى عن ابن عرعرة وكان جرير أكبر من أنس ولعل هذه الجملة من قول ثابت وزاد مسلم عن نصر بن علي فقلت لا تفعل (قوله يصنعون شيئا) في رواية نصر يصنعون برسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا أي من التعظيم وأبهم ذلك مبالغة في تكثير ذلك (قوله لا أجد أحدا منهم الا أكرمته) في رواية نصر آليت أي حلفت ان لا أصحب أحدا منهم الا خدمته وفي رواية للإسماعيلي من وجه آخر عن ابن عرعرة لا أزال أحب الأنصار وفي هذا الحديث فضل الأنصار وفضل جرير وتواضعه ومحبته للنبي صلى الله عليه وسلم وهذا الحديث من الأحاديث التي أوردها المصنف في غير مظنتها وأليق المواضع بها المناقب * الحديث الثاني حديث أنس أيضا خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر أخدمه وسيأتي بأتم من هذا السياق بعد بابين * الحديث الثالث حديث أنس أيضا وعاصم هو ابن سليمان ومورق بتشديد الراء المكسورة وهما تابعيان في نسق والاسناد كله بصريون (قوله كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم) زاد مسلم من وجه آخر عن عاصم في سفر فمنا الصائم ومنا المفطر قال فنزلنا منزلا في يوم حار (قوله أكثرنا ظلا من يستظل بكسائه) في رواية مسلم وأكثرنا ظلا صاحب الكساء وزاد ومنا من يتقي الشمس بيده (قوله فاما الذين صاموا فلم يصنعوا شيا) في رواية مسلم فسقط الصوام أي عجزوا عن العمل (قوله وأما الذين
(٦٢)