وهذه القصة أبلغ من جميع ما تقدم لاشتمالها على قلة الماء وعلى كثرة من استقى منه (قوله زهاء ثلثمائة) هو بضم الزاي وبالمد أي قدر ثلاثمائة مأخوذة من زهوت الشئ إذا حصرته ووقع عند الإسماعيلي من طريق خالد بن الحرث عن سعيد قال ثلثمائة بالجزم بدون قوله زهاء والله أعلم * الحديث الرابع حديث جابر في نبع الماء أيضا (قوله عطش الناس يوم الحديبية والنبي صلى الله عليه وسلم بيد يديه ركوة) كذا وقع في هذه الطريق ووقع في الأشربة من طريق الأعمش عن سالم ان ذلك كان لما حضرت صلاة العصر وسيأتي شرح الحديث مستوفى في غزوة الحديبية إن شاء الله تعالى وقوله جهش وهو بفتح الجيم والهاء بعدها معجمة اي أسرعوا لاخذ الماء وفي رواية الكشميهني فجهش بزيادة فاء في أوله وقوله فجعل الماء يثور كذا للأكثر بمثلثة وللكشميهني بالفاء وهما بمعنى وقوله روينا بكسر الواو من الري * الحديث الخامس حديث البراء في تكثير الماء ببئر الحديبية وسيأتي الكلام عليه أيضا في غزوة الحديبية وأبين هناك التوفيق بينه وبين حديث جابر الذي قبله إن شاء الله تعالى * الحديث السادس حديث أنس في تكثير الطعام القليل (قوله قال أبو طلحة) هو زيد بن سهل الأنصاري زوج أم سليم والدة أنس وقد اتفقت الطرق على أن الحديث المذكور من مسند أنس وقد وافقه على ذلك أخوه لأمه عبد الله بن أبي طلحة فرواه مطولا عن أبيه أخرجه أبو يعلى من طريقه باسناد حسن وأوله عن أبي طلحة قال دخلت المسجد فعرفت في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم الجوع الحديث والمراد بالمسجد الموضع الذي أعده النبي صلى الله عليه وسلم للصلاة فيه حين محاصرة الأحزاب للمدينة في غزوة الخندق (قوله ضعيفا اعرف فيه الجوع) فيه العمل على القرائن ووقع في رواية مبارك بن فضالة عن بكر بن عبد الله وثابت عن أنس عند أحمد أن أبا طلحة رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم طاويا وعند أبي يعلى من طريق محمد بن سيرين عن أنس ان أبا طلحة بلغه أنه ليس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم طعام فذهب فأجر نفسه بصاع من شعير بعمل بقية يومه ذلك ثم جاء به الحديث وفي رواية عمرو بن عبد الله بن أبي طلحة وهو أخو اسحق راوي حديث الباب عن انس عند مسلم وأبو يعلى قال رأى أبو طلحة رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعا يتقلب ظهر البطن وفي رواية يعقوب بن عبد الله بن أبي طلحة عند مسلم أيضا عن انس قال جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم
(٤٢٩)