هريرة في قدوم الطفيل بن عمرو الدوسي وقول النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اهد دوسا وهو ظاهر فيما ترجم له وقوله ليتألفهم من تفقه بالمصنف إشارة منه إلى الفرق بين المقامين وانه صلى الله عليه وسلم كان تارة يدعو عليهم وتارة يدعو لهم فالحالة الأولى حيث تشتد شوكتهم ويكثر اذاهم كما تقدم في الأحاديث التي قبل هذا بباب والحالة الثانية حيث تؤمن غائلتهم ويرجى تألفهم كما في قصة دوس وسيأتي شرح الحديث المذكور في المغازي إن شاء الله تعالى (قوله باب دعوة اليهود والنصارى) أي إلى الاسلام وقوله وعلى ما يقاتلون إشارة إلى أن ما ذكر في الباب الذي بعده عن علي حيث قال تقاتلوهم حتى يكونوا مثلنا وفيه أمره صلى الله عليه وسلم له بالنزول بساحتهم ثم دعائهم إلى الاسلام ثم القتال ووجه أخذه من حديثي الباب انه صلى الله عليه وسلم كتب إلى الروم يدعوهم إلى الاسلام قبل ان يتوجه إلى مقاتلتهم (قوله وما كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى كسرى وقيصر) قد ذكر ذلك في الباب مسندا وقوله والدعوة قبل القتال كأنه يشير إلى حديث ابن عون في اغارة النبي صلى الله عليه وسلم على بني المصطلق على غرة وهو متخرج عنده في كتاب الفتن وهو محمول عند من يقول باشتراط الدعاء قبل القتال على أنه بلغتهم الدعوة وهي مسئلة خلافية فذهب طائفة منهم عمر بن عبد العزيز إلى اشتراط الدعاء إلى الاسلام قبل القتال وذهب الأكثر إلى أن ذلك كان في بدء الامر قبل انتشار دعوة الاسلام فإن وجد من لم تبلغه الدعوة لم يقاتل حتى يدعى نص عليه الشافعي وقال مالك من قربت داره قوتل بغير دعوة لاشتهار الاسلام ومن بعدت داره فالدعوة أقطع للشك وروى سعيد ابن منصور باسناد صحيح عن أبي عثمان النهدي أحد كبار التابعين قال كنا ندعو وندع (قلت) وهو منزل على الحالين المتقدمين ثم ذكر في الباب حديثين * أحدهما حديث أنس في اتخاذ الخاتم وسيأتي الكلام عليه مستوفى في كتاب اللباس * ثانيهما حديث ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم بعث كتابه إلى كسرى وسيأتي شرحه في أواخر المغازي وفيه ان المبعوث به كان عبد الله بن حذافة السهمي ونذكر هناك ما يتعلق بكسرى وما المراد بعظيم البحرين وفي الحديث الدعاء إلى الاسلام بالكلام والكتابة وان الكتابة تقوم مقام النطق وفيه ارشاد المسلم إلى الكافر وان العادة جرت بين الملوك بترك قتل الرسل ولهذا مزق كسرى الكتاب ولم يتعرض للرسول (قوله باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم الناس إلى الاسلام والنبوة وان لا يتخذ بعضهم بعضا أربابا من دون الله وقوله تعالى ما كان لبشر ان يؤتيه الله الكتاب الآية) أورد فيه أحاديث * أحدها
(٧٨)