الحديث من هذا الموضع في أثناء غزوة الحديبية من كتاب المغازي فهذا يرد احتماله الثاني وأما احتماله الأول فيرده اتفاق أهل النقل على أن الأمير الذي كان من قبل يزيد بن معاوية واسمه مسلم بن عقبة لا عبد الله بن حنظلة وان ابن حنظلة كان الأمير على الأنصار وان عبد الله بن مطيع كان الأمير على من سواهم وانهما قتلا جميعا في تلك الوقعة والله المستعان (قوله لا أبايع على هذا أحدا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم) فيه ايماء إلى أنه بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك وليس بصريح ولذلك عقبه المصنف بحديث سلمة بن الأكوع لتصريحه فيه بذلك قال ابن المنير والحكمة في قول الصحابي انه لا يفعل ذلك بعد النبي صلى الله عليه وسلم إن كان مستحقا للنبي صلى الله عليه وسلم على كل مسلم ان يقيه بنفسه وكان فرضا عليهم ان لا يفروا عنه حتى يموتوا دونه وذلك بخلاف غيره * ثالثها حديث سلمة فقوله فقلت له يا أبا مسلم هي كنية سلمة ابن الأكوع والقائل فقلت له الراوي عنه وهو يزيد بن أبي عبيد مولاه وهذا الحديث أحد ثلاثيات البخاري وقد أخرجه في الاحكام أيضا ويأتي الكلام عليه هناك إن شاء الله تعالى قال ابن المنير الحكمة في تكراره البيعة لسلمة انه كان مقداما في الحرب فأكد عليه العقد احتياطا (قلت) أو لأنه كان يقاتل قتال الفارس والراجل فتعددت البيعة بتعدد الصفة * رابعها حديث أنس كانت الأنصار يوم الخندق تقول نحن الذين بايعوا محمدا على الجهاد ما بقينا أبدا وهو ظاهر فيما ترجم به وقد تقدم موصولا في أوائل الجهاد ويأتي الكلام عليه في المغازي إن شاء الله تعالى * خامسها حديث مجاشع وهو ابن مسعود وأخوه اسمه مجالد بجيم وسيأتي الكلام عليه في المغازي في غزوة الفتح إن شاء الله تعالى (قوله باب عزم الامام على الناس فيما يطيقون) المراد بالعزم الامر الجازم الذي لا تردد فيه والذي يتعلق به الجار والمجرور محذوف تقديره مثلا محله والمعنى وجوب طاعة الامام محله فيما لهم به طاقة (قوله قال عبد الله) أي ابن مسعود وهذا الاسناد كله كوفيون (قوله أتاني اليوم رجل) لم أقف على اسمه (قوله مؤديا) بهمزة ساكنة وتحتانية خفيفة أي كامل الأداء أي أداة الحرب ولا يجوز حذف الهمزة منه لئلا يصير من أودى إذا هلك وقال الكرماني معناه قويا وكأنه فسره باللازم وقوله نشيطا بنون وبمعجمة من النشاط (قوله نخرج مع أمرائنا) كذا في الرواية بالنون من قوله نخرج وعلى هذا فالمراد بقوله رجلا أحدنا أو هو محذوف الصفة أي رجلا منا وعلى هذا عول الكرماني لان السياق يقتضي أن يقول مع أمرائه وفيه حينئذ التفات ويحتمل أن يكون بالتحتانية بدل النون وفيه أيضا التفات (قوله لا نحصيها) أي لا نطيقها لقوله تعالى علم أن لن تحصوه وقيل لا ندري أهي طاعة أم معصية والأول مطابق لما فهم البخاري فترجم به والثاني موافق لقول ابن مسعود وإذا شك في نفسه شئ سأل رجلا فشفاه منه أي من تقوى الله أن لا يقدم المرء على ما يشك فيه حتى يسأل من عنده علم فيدله على ما فيه شفاؤه وقوله شك نفسه في شئ من المقلوب إذ التقدير وإذا شك نفسه في شئ أو ضمن شك معنى لصق والمراد بالشئ ما يتردد في جوازه وعدمه وقوله حتى يفعله غاية لقوله لا يعزم أو للعزم الذي يتعلق به المستثنى وهو مرة والحاصل
(٨٤)