واحتج به المصنف على أن اليمن من بني إسماعيل كما سيأتي في أوائل المناقب مع الكلام عليه (قوله وأنا مع ابن فلان) وقف في رواية الكشميهني وانا مع بني فلان وكذا هو في الجهاد قيل والصواب الأول لقوله في حديث أبي هريرة وانا مع ابن الأدرع وقد تقدم تسمية ابن الأدرع في الجهاد وقد تقدم كثيرا من أخبار إسماعيل فيما مضى قريبا (قوله قصة إسحاق بن إبراهيم النبي صلى الله عليه) ذكر ابن إسحاق ان هاجر لما حملت بإسماعيل غارت سارة فحملت بإسحاق فوضعتا معا فشب الغلامان ونقل عن بعض أهل الكتاب خلاف ذلك وأن بين مولدهما ثلاث عشرة سنة والأول أولى (قوله فيه ابن عمر وأبو هريرة) كأنه يشير بحديث ابن عمر إلى ما سيأتي في قصة يوسف وبحديث أبي هريرة إلى الحديث المذكور في الباب الذي يليه وأغرب ابن التين فقال لم يقف البخاري على سنده فأرسله وهو كلام من لم يفهم مقاصد البخاري لأنه يستلزم أن يكون البخاري أثبت في كتابه حديثا لا يعرف له سندا ومع ذلك ذكره مرسلا ولم تجر للبخاري بذلك عادة حتى يحمل هذا الموضع عليها ونحوه قول الكرماني قوله فيه اي الباب حديث من رواية ابن عمر في قصة إسحاق بن إبراهيم عليهما السلام فأشار البخاري إليه اجمالا ولم يذكره بعينه لأنه لم يكن بشرطه انتهى وليس الامر كذلك لما بينته والله المستعان (قوله باب أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه الآية) أورد فيه حديث أبي هريرة أكرم الناس يوسف نبي الله ابن نبي الله الحديث ومناسبته لهذه الترجمة من جهة موافقة الحديث الآية في سياق نسب يوسف عليه السلام فان الآية تضمنت أن يعقوب خاطب أولاده عند موته محرضا لهم على الثبات على الاسلام وقال له أولاده انهم يعبدون إلهه واله آبائه إبراهيم وإسماعيل واسحق ومن جملة أولاد يعقوب يوسف عليه السلام فنص الحديث على نسب يوسف وانه ابن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم وزاد أن الأربعة أنبياء في نسق (قوله حدثنا إسحاق ابن إبراهيم) هو ابن راهويه الامام المشهور (قوله سمع المعتمر) اي أنه سمع المعتمر وهم يحذفون أنه خطأ كما يحذفون قال خطأ ولا بد من ثبوتهما لفظا وعبيد الله هو ابن عمر العمري (قوله أكرمهم أتقاهم) هو موافق لقوله تعالى ان أكرمكم عند الله أتقاكم (قوله قالوا يا نبي الله ليس عن هذا نسألك قال فأكرم الناس يوسف) الجواب الأول من جهة الشرف بالأعمال الصالحة والثاني من جهة الشرف بالنسب الصالح (قوله أفعن معادن العرب) أي أصولهم التي ينسبون إليها ويتفاخرون بها وانما جعلت معادن لما فيها من الاستعداد المتفاوت أو شبههم بالمعادن لكونهم أوعية الشرف كما أن المعادن أوعية للجواهر (قوله فخياركم في الجاهلية خياركم في الاسلام إذا فقهوا) يحتمل أن يريد بقوله خياركم جمع خير ويحتمل أن يريد أفعل التفضيل تقول في الواحد خير وأخير ثم القسمة رباعية فان الأفضل من جمع بين الشرف في الجاهلية والشرف في الاسلام وكان شرفهم في الجاهلية بالخصال المحمودة من جهة ملائمة الطبع ومنافرته خصوصا بالانتساب إلى الآباء المتصفين بذلك ثم الشرف في الاسلام بالخصال المحمودة شرعا ثم أرفعهم مرتبة من أضاف إلى ذلك التفقه في الدين ومقابل ذلك من كان مشروفا في الجاهلية واستمر مشروفا في الاسلام فهذا أدنى المراتب والقسم الثالث من شرف في الاسلام وفقه ولم يكن شريفا في الجاهلية ودونه من كان كذلك لكن لم يتفقه والقسم الرابع من كان شريفا في الجاهلية ثم صار مشروفا في الاسلام فهذا دون الذي قبله فان تفقه فهو أعلى رتبة
(٢٩٦)