لا تقتلوه ومن طريق يحيى بن سعيد وعمر بن نافع عن نافع نحوه ويحتمل أن تكون القصة وقعت مرتين ويدل لذلك قول ابن عمر في هذه الرواية وكنت أقتلها لذلك وهو القاتل فلقيت أبا لبابة (قوله لا تقتلوا الجنان الا كل ذي طفيتين) إن كان الاستثناء متصلا ففيه تعقب على من زعم أن ذا الطفيتين والأبتر ليس من الجنان ويحتمل أن يكون منقطعا أي لكن كل ذي طفيتين فاقتلوه والجنان بكسر الجيم وتشديد النون جمع جان وهي الحية الصغيرة وقيل الرقيقة الخفيفة وقيل الدقيقة البيضاء * الحادي عشر حديث عائشة وابن عمر في الخمس التي لا جناح على المحرم في قتلهن وقع في حديث عائشة الحديا وفي حديث ابن عمر الحدأة والحديا بصيغة التصغير وقد أنكر ثابت في الدلائل هذه الصيغة وقال الصواب الحديأه أو الحدية أي بهمزة وزيادة هاء أو بالتشديد بغير همز قال والصواب أن الحدياه ليس من هذا وانما هو من التحدي يقولون فلان يتحدى فلانا أي ينازعه ويغالبه وعن ابن أبي حاتم أهل الحجاز يقولون لهذا الطائر الحديا ويجمعونه الحدادي وكلاهما خطأ وأما الأزهري فصوبه وقال الحدياه تصغير الحدى وقد تقدم شرح الحديث مستوفى في كتاب الحج * (تنبيه) * وقع في رواية السرخسي هنا باب إدا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ولا معنى لذكره هنا ووقع عنده أيضا باب خمس من الدواب فواسق وسقط من رواية غيره وهو أولى * الثاني عشر حديث جابر (قوله حدثنا كثير) هو ابن شنظير بكسر المعجمة وسكون النون بعدها ظاء معجمة بصري قد قال فيه ابن معين ليس بشئ قال الحاكم مراده بذلك انه ليس له من الحديث ما يشتغل به وقد قال فيه ابن معين مرة صالح وكذا قال أحمد وقال ابن عدي أرجو أن تكون أحاديثه مستقيمة (قلت) وما له في البخاري سوى هذا الحديث وقد تربع عليه كما تراه في آخر الحديث وآخر في السلام على المصلى وله متابع عند مسلم من رواية أبي الزبير عن جابر (قوله رفعه) كذا هنا ووقع عند الإسماعيلي من وجهين عن حماد بن زيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (قوله خمروا الآنية) أي غطوها ومضى في الرواية التي في صفة إبليس وخمر اناءك واذكر اسم الله ولو أن تعرض عليه شيئا وهو بضم الراء وبكسرها وسيأتي مزيد لذلك في الأشربة (قوله وأوكئوا) بكسر الكاف بعدها همزة أي اربطوها وشدوها والوكاء اسم ما يسد به فم القربة (قوله وأجيفوا) بالجيم والفاء أي أغلقوها تقول أجفت الباب إذا أغلقته وقال القزاز تقول جفأت الباب أغلقته قال ابن التين لم أر من ذكره هكذا غيره وفيه نظر فان أجيفوا لامه فاء وجفأت لامه همزة زاد في الرواية الماضية وأغلقوا الأبواب واذكروا اسم الله فان الشيطان لا يفتح بابا مغلقا (قوله واكفتوا) بهمزة وصل وكسر الفاء ويجوز ضمها بعدها مثناة أي ضموهم إليكم والمعنى امنعوهم من الحركة في ذلك الوقت (قوله عند المساء) في الرواية المتقدمة في هذا الباب إذا جنح الليل أو أمسيتم فكفوا صبيانكم (قوله فان للجن انتشارا وخطفة) بفتح الخاء المعجمة والطاء المهملة والفاء في الرواية الماضية فان الشياطين تنتشر حينئذ وإذا ذهبت ساعة من الليل وفي رواية الكشميهني فإذا ذهب وكأنه ذكره باعتبار الوقت (قوله فان الفويسقة) هي الفارة قد تقدم في تفسير ذلك في الحج (قوله اجترت) بالجيم وتشديد الراء في رواية الإسماعيلي ربما جرت وسيأتي في الاستئذان حديث ابن عمر مرفوعا لا تتركوا النار في بيوتكم حين تناموا قال النووي هذا عام يدخل فيه نار السراج وغيره وأما القناديل المعلقة فان خيف بسببها حريق
(٢٥٣)