من إبراهيم غير الانكار من لوط لان إبراهيم أنكرهم لما لم يأكلوا من طعامه وأما لوط فأنكرهم لما لم يبالوا بمجئ قومه إليهم ولكن لها تعلق مع كونها لإبراهيم بقصة لوط (قوله يهرعون يسرعون) قال أبو عبيدة يهرعون إليه أي يستحثون إليه قال الشاعر * بمعجلات نحوهم نهارع * أي نسارع وقيل معناه يزعجون مع الاسراع (قوله دابر آخر) قال أبو عبيدة في تفسير قوله إن دابر هؤلاء أي آخرهم (قوله صيحة هلكة) هو تفسير قوله إن كانت الا صيحة واحدة ولم أعرف وجه دخوله هنا لكن لعله أشار إلى قوله فأخذتهم الصيحة مشرقين فإنها تتعلق بقوم لوط (قوله للمتوسمين للناظرين) قال الفراء في قوله تعالى ان في ذلك لآيات للمتوسمين أي للمتفكرين ويقال للناظرين المتفرسين وقال أبو عبيدة أي المتبصرين المتثبتين (قوله لبسبيل لبطريق) هو تفسير أبي عبيدة والضمير في قوله وانها يعود على مدائن قوم لوط وقيل يعود على الآيات ثم أورد المصنف حديث عبد الله وهو ابن مسعود قال قرأ النبي صلى الله عليه وسلم فهل من مدكر يعني بالدال المهملة وسيأتي بيان ذلك في تفسير القمر * (تنبيهان) * أحدهما هذه التفاسير وقعت في رواية المستملي وحده (ثانيهما) أورد المصنف عقب هذا قصة ثمود وصالح وقد قدمتها في مكانها عقب قصة عاد وهود وكأن السبب في ايرادها هنا أنه لما أورد التفاسير من سورة الحجر كان آخرها قوله وانها لبسبيل مقيم ان في ذلك لآيات للمتوسمين وإن كان أصحاب الأيكة لظالمين فانتقمنا منهم وانهما لبإمام مبين ولقد كذب أصحاب الحجر المرسلين الخ فجاءت قصة ثمود وهم أصحاب الحجر في هذه السورة تالية لقصة قوم لوط وتخلل بينهما قصة أصحاب الأيكة مختصرة فأوردها من أوردها على ذلك وقد قدمت الاعتذار عن ذلك فيما مضى (قوله باب أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت) كذا ثبتت هذه الترجمة هنا وهي مكررة كما سبق قريبا والصواب ان حديثها تلو حديث الباب الذي يليها وهي من قصة يوسف عليه السلام وقوله أخبرنا عبد الصمد هو ابن عبد الوارث (قوله يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم) وفي رواية الطبراني من طريق أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه يوسف بن يعقوب بن إسحاق ذبيح الله وله من حديث ابن عباس قالوا يا رسول الله من السيد قال يوسف بن يعقوب بن إسحاق ذبيح الله قالوا فما في أمتك سيد قال رجل أعطى ما لا حلالا ورزق سماحة واسناده ضعيف (قوله باب قول الله تعالى لقد كان في يوسف واخوته آيات للسائلين) اسم اخوة يوسف روبيل بضم الراء وسكون الواو وكسر الموحدة بعدها تحتانية ساكنة ثم لام وهو أكبرهم وشمعون بالشين المعجمة ولاوي ويهوذا ودانى ونفتالي بفاء ومثناة وكاد وأشير وايساجر ورايلون وبنيامين وهم الأسباط وقد اختلف فيهم فقيل كانوا أنبياء ويقال لم يكن فيهم نبي وانما المراد بالأسباط قبائل من بني إسرائيل فقد كان فيهم من الأنبياء عدد كثير ثم ذكر المصنف في الباب سبعة أحاديث أحدها حديث أبي هريرة في أكرم الناس أي أصلا ذكره من وجهين عن عبد الله بن عمر ثانيهما قال فيه أخبرنا محمد بن سلام أخبرني عبدة وهو ابن سليمان ووقع في المستخرج لأبي نعيم ان البخاري أخرجه عن عثمان بن أبي شيبة عن عبدة فالله أعلم وقد تقدم شرحه قريبا الحديث الثاني حديث عائشة مروا أبا بكر فليصل بالناس
(٢٩٨)