الناقة على الحوض ووقع في الصلاة قد عرضنا عليهم فامتنعوا وحكى ابن التين انه وقع في بعض الروايات عرصوا بصاد مهملة قال ولا أعرف لها وجها ووجهها غيره أنها من قولهم عرص إذا نشط فكأنه يريد أنهم نشطوا في العزيمة عليهم ولا يخفى تكلفه وفي رواية الجريري فانطلق عبد الرحمن فأتاهم بما عنده فقال أطعموا قالوا أين رب منزلنا قال أطعموا قالوا ما نحن بآكلين حتى يجئ قال اقبلوا عنا قراكم فإنه ان جاء ولم تطعموا لنلقين منه أي شرا فأبوا وفي رواية مسلم ألا تقبلوا عنا قراكم ضبطه عياض عن الأكثر بتخفيف اللام على استفتاح الكلام قال القرطبي ويلزم عليه ان تثبت النون في تقبلون إذ لا موجب لحذفها وضبطها ابن أبي جعفر بتشديد اللام وهو الوجه (قوله قال فذهبت فاختبأت) أي خوفا من خصام أبي بكر له وتغبظه عليه وفي رواية الجريري فعرفت انه يجد على أي يغضب فلما جاء تغيبت عنه فقال يا عبد الرحمن فسكت ثم قال يا عبد الرحمن فسكت (قوله فقال يا غنثر فجدع وسب) في رواية الجريري فقال يا غنثر أقسمت عليك ان كنت تسمع صوتي لما جئت قال فخرجت فقلت والله مالي ذنب هؤلاء أضيافك فسلهم قالوا صدقك قد أتانا وقوله فجدع وسب أي دعا عليه بالجدع وهو قطع الاذن أو الانف أو الشفة وقيل المراد به السب والأول أصح وفي رواية الجريري فجزع بالزاي بدل الدال أي نسبه إلى الجزع بفتحتين وهو الخوف وقيل المجازعة المخاصمة فالمعنى خاصم قال القرطبي ظن أبو بكر أن عبد الرحمن فرط في حق الأضياف فلما تبين له الحال أدبهم بقوله كلوا لا هنيأ وسب أي شتم وحذف المفعول للعلم به قوله غنثر بضم المعجمة وسكون النون وفتح المثلثة هذه الرواية المشهورة وحكى ضم المثلثة وحكى عياض عن بعض شيوخه فتح أوله مع فتح المثلثة وحكاه الخطابي بلفظ عنتر بلفظ اسم الشاعر المشهور وهو بالمهملة والمثناة المفتوحتين بينهما النون الساكنة وروى عن أبي عمر عن ثعلب ان معناه الذباب وانه سمي بذلك لصوته فشبهه به حيث أراد تحقيره وتصغيره وقال غيره معنى الرواية المشهورة الثقيل الوخم وقيل الجاهل وقيل السفيه وقيل اللئيم وهو مأخوذ من الغثر ونونه زائدة وقيل هو ذباب أزرق شبهه به لتحقيره كما تقدم (قوله وقال كلوا) زاد في الصلاة لا هنيئا وكذا هو في رواية مسلم أي لا أكلتم هنيئا وهو دعاء عليهم وقيل خبر أي لم تتهنوا به في أول نضجه ويستفاد من ذلك جواز الدعاء على من لم يحصل منه الانصاف ولا سيما عند الحرج والتغيظ وذلك أنهم تحكموا على رب المنزل بالحضور معهم ولم يكتفوا بولده مع اذنه لهم في ذلك وكأن الذي حملهم على ذلك رغبتهم في التبرك بمؤاكلته ويقال انه انما خاطب بذلك أهله لا الأضياف وقيل لم يرد الدعاء وانما أخبر أنهم فاتهم الهناء به إذ لم يأكلوه في وقته (قوله وقال لا أطعمه أبدا) في رواية مسلم وكذا هو في الصلاة فقال والله لا أطعمه أبدا وفي رواية الجريري فقال فإنما انتظرتموني والله لا أطعمه أبدا فقال الآخرون والله لا نطعمه حتى تطعمه وفي رواية أبي داود من هذا الوجه فقال أبو بكر فما منعكم قالوا مكانك قال والله لا أطعمه أبدا ثم اتفقا فقال لم أر في الشر كالليلة ويلكم ما أنتم لم تقبلون عنا قراكم هات طعامك فوضع فقال بسم الله الأول من الشيطان فاكل وأكلوا قال ابن التين لم يخاطب أبو بكر أضيافه بذلك انما خاطب أهله والرواية التي ذكرتها ترد عليه ووقع في رواية مسلم ألا تقبلون وهو بتشديد اللام للأكثر ولبعضهم بتخفيفها (قوله وأيم الله) همزته همزة وصل عند الجمهور وقيل يجوز القطع
(٤٣٩)