فقال لي أبي ذاك الخضر وروى البيهقي من طريق الحجاج بن قرافصة ان رجلين كانا يتبايعان عند ابن عمر قام عليهم رجل فنهاهما عن الحلف بالله ووعظهم بموعظة فقال ابن عمر لأحدهما اكتبها منه فاستعاده حتى حفظها ثم تطلبه فلم يره قال وكانوا يرون انه الخضر (قوله باب) كذا لأبي ذر وغيره بغير ترجمة وهو كالفصل من الباب الذي قبله وتعلقه به ظاهر وأورد فيه أحاديث أحدها حديث أبي هريرة قيل لبني إسرائيل ادخلوا الباب سجدا وسيأتي شرحه في تفسير الأعراف * ثانيها حديثه أن موسى كان رجلا حييا بفتح المهملة وكسر التحتانية الخفيفة بعدها أخرى مثقلة بوزن فعيل من الحياء وقوله ستيرا بوزنه من الستر ويقال ستيرا بالتشديد (قوله في الاسناد حدثنا عوف) هو الأعرابي (قوله عن الحسن ومحمد وخلاس) اما الحسن فهو البصري وأما محمد فهو ابن سيرين وسماعه من أبي هريرة ثابت فقد أخرج أحمد هذا الحديث عن روح عن عوف عن محمد وحده عن أبي هريرة وأما خلاس فبكسر المعجمة وتخفيف اللام وآخره مهملة هو ابن عمر بصري يقال إنه كان على شرطة على وحديثه عنه في الترمذي والنسائي وجزم يحيى القطان بان روايته عنه من صحيفته وقال أبو داود عن أحمد لم يسمع خلاس من أبي هريرة وقال ابن أبي حاتم عن أبي زرعة كان يحيى القطان يقول روايته عن علي من كتاب وقد سمع من عمار وعائشة وابن عباس (قلت) إذا ثبت سماعه من عمار وكان على شرطة على كيف يمتنع سماعه من علي وقال أبو حاتم يقال وقعت عنده صحيفة عن علي وليس بقوي يعني في علي وقال صالح بن أحمد عن أبيه كان يحيى القطان يتوقى ان يحدث عن خلاس عن علي خاصة وأطلق بقية الأئمة توثيقه (قلت) وما له في البخاري سوى هذا الحديث وقد أخرجه له مقرونا بغيره واعاده سندا ومتنا في تفسير الأحزاب وله عنه حديث آخر أخرجه في الايمان والنذور مقرونا أيضا بمحمد بن سيرين عن أبي هريرة ووهم المزي فنسبه إلى الصوم وأما الحسن البصري فلم يسمع من أبي هريرة عند الحفاظ النقاد وما وقع في بعض الروايات مما يخالف ذلك فهو محكوم بوهمه عندهم وما له في البخاري عن أبي هريرة سوى هذا مقرونا وله حديث آخر في بدء الخلق مقرونا بابن سيرين وثالث ذكره في أوائل الكتاب في الايمان مقرونا بابن سيرين أيضا (قوله لا يرى من جلده شئ استحياء منه) هذا يشعر بان اغتسال بني إسرائيل عراة بمحضر منهم كان جائزا في شرعهم وانما اغتسل موسى وحده استحياء (قوله واما ادرة) بضم الهمزة وسكون الدال على المشهور وبفتحتين أيضا فيما حكاه الطحاوي عن بعض مشايخه ورجح الأول وقد تقدم بيانه في كتاب الغسل ووقع في رواية ابن مردويه من طريق عثمان بن الهيثم عن عوف الجزم بأنهم قالوا إنه آدر (قوله فخلا يوما وحده فوضع ثيابه) في رواية الكشميهني ثيابا اي ثيابا له والأول هو المعروف وظاهره انه دخل الماء عريانا وعليه بوب المصنف في الغسل من اغتسل عريانا وقد قدمت توجيهه في كتاب الغسل ونقل ابن الجوزي عن الحسن بن أبي بكر النيسابوري ان موسى نزل إلى الماء مؤتزرا فلما خرج تتبع الحجر والمئزر مبتل بالماء علموا عند رؤيته انه غير آدر لان الأدرة تبين تحت الثوب المبلول بالماء انتهى وهذا إن كان هذا الرجل قاله احتمالا فيحتمل لكن المنقول يخالفه لان في رواية علي بن زيد عن أنس عند أحمد في هذا الحديث ان موسى كان إذا أراد أن يدخل الماء لم يلق ثوبه حتى يواري عورته في الماء (قوله عدا بثوبه) بالعين المهملة اي مضى مسرعا (قوله ثوبي حجر ثوبي حجر) هو بفتح
(٣١٢)